تواجه قوات الجيش العراقي مشكلة في تسليم الملف الأمني في الرمادي إلى القوات المحلية، بسبب قلة عديدها وضعف تسليحها، وسط مخاوف من شن «داعش» هجمات لاستعادة المدينة. وطالب مجلس محافظة الأنبار بإعادة الآلاف من عناصر الشرطة المفصولين، والاستفادة من خبرة ضباط الجيش السابق في قوات الامن ومقاتلي العشائر الذين يشاركون في حفظ المناطق المحررة. وقال احمد الفهداوي، وهو أحد قادة مقاتلي العشائر في الرمادي ل «الحياة» أن المدينة «باتت محررة بالكامل وفي حاجة إلى تأهيل قوات محلية كافية لإدارة الملف الأمني فيها من دون السماح بحصول خروقات». وأضاف ان «قوات الجيش ومكافحة الإرهاب بدأت تسليم الملف الأمني في عدد من المناطق إلى قوات الشرطة المحلية وبسبب محدودية عددها وضعف تسليحها فإن إكمال تسليم الملف الأمني يواجه صعوبات عدة»، وأشار إلى ان «هناك حاجة لزيادة عديد الشرطة لفتح العشرات من المراكز المحلية في الرمادي التي كانت تضم أكبر قوة في الأنبار»، ودعا إلى «تأهيل مقاتلي العشائر ومنحهم صفة رسمية وتسليحهم جيداً للمساعدة في مسك الأرض». وانسحبت وحدات مكافحة الإرهاب من الرمادي بعد تحريرها وتم تسليم مهمة الأمن إلى أفواج الشرطة المحلية وأفواج من الجيش التابعة لقيادة عمليات الأنبار. وطالب النائب عن الانبار عادل المحلاوي رئيس الحكومة حيدر العبادي بإعادة منتسبي الشرطة المفصولين من الخدمة، وقال في بيان أمس ان «عديدهم يقارب 4 آلاف منتسب وهم يمتلكون خبرات عالية في حفظ الاأمن». وأضاف ان في «الانبار الآلاف من منتسبي الجيش السابق والذين يمتلكون خبرات عسكرية هائلة يمكن الاستفادة منهم في عمليات التحرير الجارية في المحافظة ولا يحتاجون إلى تدريبات، وكان بينهم اللواء الركن احمد صداك الدليمي مدير شرطة الانبار السابق الذي قتل اثناء أدائه الواجب». ودعا الحكومة إلى «فتح باب التطوع أمام أبناء الانبار في القوات المسلحة والأمنية وزيادة عديد الحشد العشائري في المحافظة الاكبر ما يتطلب أعداداً بشرية كبيرة لمسك الأرض». وانهارت الشرطة المحلية في الأنبار في شكل كامل بعد سقوط الرمادي وغالبية مدن المحافظة بيد «داعش» ويبلغ عديدها نحو 20 الف عنصر، وشرعت الحكومة الصيف الماضي بإعادة تأهيلها وشكلت قوة جديدة من 3 آلاف عنصر. إلى ذلك، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة راجع العيساوي ل «الحياة» ان «الانبار تنتظر إقرار قانون الحرس الوطني ليضم الآلاف من مقاتلي العشائر والمتطوعين وينهي مشكلة غياب التنسيق بين الوحدات القتالية المناهضة لداعش». وأضاف ان «هناك نحو 5 آلاف مقاتل أكملوا تدريباتهم وينتظرون تسليحهم ويطلق عليهم اسم الحشد الشعبي العشائري حالياً إلى حين إقرار الحرس الوطني لضمان حقوقهم وعدم تكرار تجرية الصحوة». وأعلنت «قيادة عمليات الانبار» صد هجوم «داعش» على مناطق البو ذياب والكيلو 70 شمال وغرب الرمادي، وأوضحت في بيان ان «قوة أمنية تابعة للواء 18 في الشرطة الاتحادية تمكنت من إحباط هجوم التنظيم على الكيلو 70 غرب الرمادي».