يبحث شيوخ عشائر في الأنبار منضوون في تحالف واسع مناهض لتنظيم «داعش» في الملف الأمني بعد تحرير المدن، مؤكدين أن مقاتليهم سيشاركون في ادارة الملف الى حين اعادة تنظيم الشرطة المحلية التي انهارت مع سقوط المحافظة قبل شهور. الى ذلك، أكد قادة أمنيون تحرير الرمادي قريباً بعد احكام الطوق على المئات من عناصر «داعش» داخلها، وأعلنوا شن هجمات على معاقل التنظيم في مناطق متفرقة من الأنبار. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» ان «لقاءات تعقد منذ ايام بين مسؤولين محليين وشيوخ وقادة أمنيين تتناول وضع الخطط اللازمة لمنع حصول فوضى في المناطق المحررة كما حصل في مدن اخرى»، وأشار الى ان «أبناء العشائر سيشاركون في مسك الأرض لمنع الفوضى». وأوضح ان «قوات الشرطة المحلية التي كان عديدها يصل الى نحو 20 الف عنصر انهارت مع سقوط الرمادي والآن لا يوجد أكثر من ربع هذا العدد وهو غير كافٍ لمسك الأرض وادارة الملف الأمني بعد التحرير، كما ان الحكومة لا تثق كثيراً بعناصر الشرطة السابقين». وأشار الى ان «مقاتلي العشائر سيكونون نواة لإعادة تشكيل القوات الأمنية في الانبار»، ولفت الى ان «نحو 10 آلاف مقاتل عشائري يشاركون في المعارك في مختلف الجبهات، في الرمادي والخالدية وحديثة والبغدادي والفلوجة». وزاد ان «اعادة تشكيل الشرطة تحتاج الى وقت وستشارك قوات العشائر في مسك الأرض والتنسيق في إدارة الملف الأمني ميدانياً، واستخباراتياً، لمواجهة الخلايا النائمة ولمنع الفوضى وتوفير الخدمات الأساسية». إلى ذلك، قال عبدالمجيد الفهداوي، وهو من شيوخ عشائر الرمادي ل «الحياة» ان «استعدادات تجري لعقد مؤتمر لتوحيد الجهود وتنظيم المقاتلين وتوفير احتياجاتهم عبر التنسيق مع الحكومة الاتحادية ومجلس المحافظة». وأضاف ان العشائر «ستعقد لقاءات مع مسؤولين كبار وقادة امنيين لحشد الجهود في محاربة داعش، وتوفير المتطلبات الأساسية». من جهة أخرى، أعلن رئيس اركان الجيش بوكالة الفريق عثمان الغانمي في بيان مقتضب امس ان «الخطة المرسومة لتحرير الرمادي تسير وفق المخطط وفي إطار الجدول الزمني المحدد»، وأضاف ان «تحرير المدينة سيتم خلال ايام، وتم الآن تطويقها عبر المحاور الأربعة». وأعلنت خلية الإعلام الحربي ان «طيران التحالف الدولي استهدف تجمعاً للإرهابيين في منطقة الجرايشي، شمال الرمادي، أسفر عن قتل ثلاثة عناصر من داعش كما قام الجهد الهندسي بمعالجة عدد من العبوات الناسفة وعجلة مفخخة متروكة في منطقة ال7 كيلو». وأضاف أن «مدفعية قيادة عمليات الجزيرة ضربت تجمعاً للتنظيم في منطقة العدوسية وجسر جبة، وقتلت تسعة إرهابيين»، وأوضحت أن «قوة تابعة لقيادة عمليات الجزيرة تمكنت من رفع عشر عبوات ناسفة وواصلت فتح الطرق إلى المناطق المحررة في البو حياة، في حين قتلت إرهابياً». وأعلنت «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» ان «تعزيزات عسكرية من قوات سوات مسنودة بأفواج من الحشد العشائري مجهزة أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتوسطة وصلت الى منطقة سد قضاء حديثة غرب الرمادي، لشن حملة واسعة النطاق لتحرير المناطق الغربية».