يبدو أنّ البرلمان البريطاني يفكّر جدياً بتخصيص سجن للمتطرفين الإرهابيين يشبه سجن جزيرة «ألكاتراز» في الولاياتالمتحدة. وتدرس الحكومة بجدية وضع جميع السجناء المتطرفين الذين دينوا في إنكلترا وويلز في وحدة آمنة، اقتراحاً ل «ألكاتراز» البريطاني. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون قدم في وقت سابق هذا الأسبوع، تلميحاً قوياً في خطاب ألقاه في إصلاح السجون قائلاً إن «قرار اختيار وحدة آمنة منفصلة يجري النظر فيها»، مضيفاً أنه «مستعد للنظر في تغييرات كبيرة في الموقع من السجناء الإرهابيين المدانين». وقال كامرون: «لن نقف مكتوفي الأيدي لنشاهد الناس يتحولون الى متطرفين وهم في رعاية الدولة. أنا على استعداد للنظر في تغييرات كبيرة». حيث إن ألف سجين بريطاني يواجه خطر التعرض للتطرف. وذكر موقع صحيفة «غارديان» البريطانية أن خبير في مكافحة الإرهاب حذر من أن تجمّع السجناء المتطرفين كافة في مكان أو سجن واحد قد يزيد خطر إنشاء نقطة اتصال للاحتجاجات العامة. وأفاد البروفيسور بيتر نيومان، بأن «فصل السجناء الإرهابيين من أجل منعهم من نقل التشدد الى الآخرين قد يتيح الفرصة لهم لخلق أو إعادة بناء هياكل قيادية داخل السجن، ليست موجودة في الخارج». وقامت بريطانيا منذ العام 1960 في تفريق السجناء في إنكلترا وويلز بين ستة سجون، لمنع وتشتيت العلاقات طويلة الأمد بينهم. ومن الواضح أن منطقة داوننغ ستريت في لندن مهتمة بهذا النهج. وحذر نيومان أيضاً من أن السجون المنفصلة يمكن أن تخلق هيكلاً لمتطرفي تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في بريطانيا الذين لا وجود لهم داخل أو خارج السجون. ولجأت فرنسا العام الماضي إلى فصل المتطرفين المشتبه فيهم إلى سجن كبير، فيما فصلت أيضاً بين المتطرفين القادمين من العراق وسورية بعد حادث اعتداءات صحيفة «شارلي ايبدو». و«ألكاتراز» هو سجن مخصص لعتاة المجرمين، يقع على ارتفاع شاهق فوق صخرة على جزيرة محاطة بمياه خليج سان فرانسيسكو الباردة وتياراتها الخطرة وما تحويه من أسماك مفترسة، وكان من نزلاء السجن مشاهير عالم الإجرام أمثال آل كابوني، ود باركر، جورج كيللي، روبرت ستراود وغيرهم. وأُغلق السجن في العام 1963 وتم تحويله لاحقاً إلى مزار سياحي.