أسوأ سيناريو محتمل لظاهرة الاحتباس الحراري، ارتفاع درجات حرارة الكوكب إلى مستويات قاتلة خلال القرون المقبلة. واعتمد باحثون على قياس أعلى درجات الحرارة المحتملة لما يعرف بدرجة حرارة «المصباح الرطب» وهي تعادل درجة الحرارة المستشعرة عند تعريض جسم رطب لهواء متحرك - واكتشفوا احتمال تجاوز درجات الحرارة تلك، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، في حال استمرار انبعاث غازات الدفيئة بمعدلها الحالي، وهي معدلات حرارة عالية لا تطاق شهدتها الأرض قبل حوالى 50 مليون سنة. وتفيد الدراسة بأن التعرض لأعلى من 95 درجة من درجات حرارة «المصباح الرطب» لمدة ست ساعات أو أكثر، ستخلق معدلات إجهاد قاتلة بين البشر والحيوانات على حد سواء. وينقسم العلماء حول ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها، وعن مسبباتها، إذ إن ثمة من يقول إن هذه الظاهرة، طبيعية وإن مناخ الأرض يشهد طبيعياً فترات ساخنة وأخرى باردة. فيما يقول آخرون إن البشر هم من تسبب في هذه الظاهرة. والعام الماضي حذر علماء من أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يمثل أعظم تهديد صحي في القرن الواحد والعشرين، وفق ما نشره موقع « سي أن أن» الالكتروني العربي. ومن العواقب الصحية الوخيمة لارتفاع درجات حرارة الأرض: تحرك الأمراض المستوطنة في أماكن دافئة، كحمى الضنك والملاريا، نحو الشمال واتساع رقعة تفشيها جراء ارتفاع درجات الحرارة. إلى جانب فتك موجات الحر الشديد بالمزيد من البشر، بعدما أدت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا عام 2003 إلى مصرع أكثر من 70 ألف شخص، إلى جانب تراجع المحاصيل، ما سيخلق المزيد من الاضطرابات في أمن الغذاء، في عالم ينام فيه 800 مليون شخص جياعاً يومياً.