يزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مصر رسمياً في الرابع من نيسان (أبريل) المقبل. واعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس العلاقات بين القاهرة والرياض «ركيزة لاستقرار المنطقة». وقال السفير السعودي لدى القاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان، إن الزيارة «تأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين بمصر حكومةً وشعباً، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة». واستقبل الرئيس السيسي أمس وزير الدولة السعودي عصام بن سعيد الذي أكد حرص المملكة على «مواصلة تعزيز علاقاتها الاستراتيجية المتميزة مع مصر على جميع الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية»، منوهاً إلى «أهمية الاستمرار في مواصلة مسيرة العمل المشترك في إطار المجلس التنسيقي المصري - السعودي، والمضي قدماً في تنفيذ المشاريع التي يتضمنها عمل المجلس في مختلف المجالات التي تشمل الإسكان والزراعة والاستثمار والتعليم والثقافة وغيرها». وأكد السيسي «قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية الوطيدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين»، مشيداً بمواقف خادم الحرمين. وأكد أن «مصر ترحب دوماً بتنمية العمل المشترك مع السعودية في مختلف المجالات، ولا سيما في إطار المجلس التنسيقي المشترك الذي يمثل إطاراً فاعلاً يتعين استثماره لتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين». وأشاد بوتيرة عمل المجلس «والحرص المشترك على انتظام اجتماعاته التي تُعقد بالتبادل بين القاهرة والرياض». كما نوّه إلى أن العلاقات المصرية - السعودية «تمثل ركيزة لاستقرار المنطقة العربية، ونموذجاً للعلاقات بين الدول العربية، وما يجب أن تكون عليه من تعاون جاد وبنّاء يهدف إلى تحقيق المصلحة العربية». الى ذلك، اعتبر الرئيس السيسي أن اجتياز علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة «العديد من التحديات» خلال الفترة الماضية «يؤكد عمقها وثباتها»، داعياً واشنطن إلى «الارتقاء بالتعاون بما يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها خطر الإرهاب». وتطرق السيسي خلال لقاء أمس بوفد من رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية يزور القاهرة، إلى «الجهود التي تقوم بها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف وتصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من مفاهيم مغلوطة»، كما عرض «مُجمل التطورات والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط، لا سيما الأوضاع في سورية وليبيا»، مؤكداً «أهمية مواصلة قيام الولاياتالمتحدة بدورها تجاه المنطقة بهدف التوصل إلى حلول للأزمات القائمة». وشدد على أهمية دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيراً إلى «ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل بين الجانبين يُنهي الصراع في شكل دائم ويُفسح في المجال أمام دول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إليها شعوبها». ورأى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط «سيقضي على أحد أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعالها»، مؤكداً «أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على مصادر تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية، والتعاون للحيلولة دون استخدام الإرهابيين للإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم وجذب عناصر جديدة». ونقل البيان الرئاسي المصري تأكيد الوفد اليهودي الأميركي «أهمية دور مصر في المنطقة باعتبارها أحد أهم دعائم السلام والاستقرار، وإشادته بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين مصر والولاياتالمتحدة على جميع الأصعدة». إلى ذلك، ناقش رئيس الحكومة شريف إسماعيل مع مبعوث رئيس الوزراء البريطاني للتجارة جيفري دونالدسون استئناف حركة السياحة البريطانية التي توقفت في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء اواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وذلك غداة توقيع الحكومة المصرية عقداً مع شركة «كنترول ريسكس» البريطانية المتخصصة في تقديم استشارات تقويم التدابير الأمنية للمطارات، تبلغ كلفة مرحلته الأولى التي تشمل مطارات القاهرة وشرم الشيخ ومرسى علم 700 ألف دولار. وأكد المبعوث البريطاني خلال اللقاء حرصه على «الاستماع وتحقيق مزيد من الفهم للتطورات الاقتصادية في مصر». وأشار إلى أن «استقرار مصر مهم لبريطانيا فهو ضمانة لاستقرار المنطقة ككل». ولفت إسماعيل إلى حرص الحكومة المصرية على «مواجهة التحديات كافة والتعامل معها بمنتهى الشفافية، والتزامها بتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية والمالية». وأشار خلال اللقاء إلى «تطلع مصر لعودة حركة الطيران والسياحة الوافدة من بريطانيا إلى معدلاتها الطبيعية، إذ إن هذا القرار سيحفز العديد من الدول الأخرى على اتباعه». وأكد أن «الحكومة تعمل على اتخاذ مزيد من الإجراءات لتأمين المطارات بالاستعانة بالخبرات العالمية، ومن بينها الاتفاق الذي تم توقيعه أمس مع إحدى الشركات العالمية لتقويم الإجراءات في المطارات المصرية وتقديم مقترحاتها لتطويرها». إلى ذلك، ينهي البرلمان الاستعدادات لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي غداً لإلقاء كلمته أمام النواب. وأوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن الرئاسة أرسلت خطاباً أمس إلى مجلس النواب حددت فيه غداً لحضور السيسي. وأضافت أن الأمانة العامة لمجلس النواب قررت منح إجازة للعاملين في المجلس، باستثناء العاملين الحاملين للتصاريح الخاصة لحضور جلسة السيسي. ووجهت الأمانة العامة لمجلس النواب رسالة إلى أعضاء المجلس دعتهم فيها إلى الحضور للاستماع إلى بيان الرئيس لمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول. وأوضحت أن القاعة ستفتح لدخول النواب في السابعة صباحاً، وطالبتهم بترك هواتفهم الجوالة في سياراتهم الخاصة أو تسليمها على الباب الخارجي، مؤكدة أنها لن تسمح سوى بدخول سيارات ذوي الحاجات الخاصة فقط لتوصيلهم ثم الخروج مرة أخرى.