عاد التوتر الأمني في طرابلس (شمال لبنان) إلى الواجهة أمس بعد هدوء نسبي سادها حوالى 4 أيام، وأطلق مجهولون النار على المدعو حسن مظلوم من بلدة الريحانية - عكار ويقطن في جبل محسن داخل سيارته أمام فرن الريداني ما أدى إلى مقتله وانحراف السيارة التي اصطدمت بامرأة كانت تمر في المنطقة وتوفيت على الفور، ونقلا إلى المستشفى الإسلامي. وفور ورود الخبر، سُمع دوي قنبلة في شارع سورية في التبانة، ترافق مع رشقات نارية. وسارع الجيش إلى قطع طريق طلعة الشمال الفاصل بين التبانة وجبل محسن. وقُطع الطريق الدولي في بلدة الحيصة احتجاجاً. وعمل الجيش والقوى الأمنية على فتحه. وعصراً توفي الطفل احمد خالد السيد (11 عاماً) بعد اصابته برصاص القنص في باب التبانة الى ذلك، نشط أمس وزراء ونواب المدينة على أكثر من خط لوضع حد لما شهدته من اشتباكات دموية. وزار وزيرا الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والعدل اللواء أشرف ريفي دارة النائب السابق عبدالمجيد الرافعي. وقال درباس بعد اللقاء: «نقف أمام صورة تعود إلى عام 46 لمدينتنا التي اجتاحها الباطون والخلل الأمني والإهمال، وهذه فرصة لنتداول مع الرافعي في هموم طرابلس ونقول له إذا لم يكن لدينا من مهمة سوى أن نضع في هذين الشهرين القواعد الثابتة لاستنهاض المدينة أمنياً واقتصادياً، فهذه مهمة جليلة، وبالتعاون معه وأهل المدينة سنمشي قدماً في هذا الصدد». واعتبر ريفي «أننا أمام فرصة مواتية لكي تخرج المدينة من دوامة العنف التي دمرتها وأنهكتها. والطرح الذي قدمناه اليوم أنا ودرباس عبارة عن خطة تجمع ما بين السياسي والأمني والتنموي والإقتصادي». ونقل عن الرافعي قوله ان «طرابلس بحاجة الى فرص عمل لشبابها وخطة نهوض إقتصادية، وعدم الإحتكام للسلاح، والخروج من دوامة العنف». ورأى أن «العنف أطاح كل البلاد، وتصور البعض أنه في النهاية يمكن أن يشعل الجبهات الأخرى لكي يتحكم بها، رأى نفسه أنه طابخ السم آكله. هذه لحظة تاريخية. نحن في مركب واحد يجب أن نخرج من دوامة العنف، ليس هدفنا فقط أن ننهي الجولة 20، بل الخروج من الدوامة الكبرى». ولفت إلى «أننا لدينا مرافق كبيرة في الشمال، ولكن بكل أسف معطلة وجميعها مشلولة. وسنعمل على إعادة تشغيل هذه المرافق الحيوية لتحريك الدورة الإقتصادية لإخراج الناس من الموت المجاني والعبثي»، مشيراً إلى أن «المعالجة بحاجة إلى إرادة ومتابعة وسنتولى هذه المهمة بأمانة، وفي الحكومة السابقة أقر مئة مليون دولار لطرابلس ولم نر منها شيئاً وسنطالب بحقنا وبالمئة مليون دولار لطرابلس. فالشمال بحاجة الى مجلس إنمائي شمالي، وعلى الدولة ان ترعى أولادها». وتمنى الرافعي على «الدولة والمسؤولين أن يبذلوا جهوداً جبارة لإنقاذ عاصمة الشمال مما تتخبط به ووضع مخطط جدي لتنفيذه»، محذراً من «مجيء مسلحين من سورية منهم من ينتمي الى هذا الفريق والبعض الآخر الى ذاك الفريق، وهذا الوضع يعزز التفرقة». وقدم ريفي للرافعي درعاً تقديراً لعطاءاته ونضالاته. وكان الوزيران ريفي ودرباس زارا مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في الكورة لتهنئة المطران ادوار ضاهر بتسلمه منصبه الجديد. وتم البحث في التطورات الأمنية في طرابلس. وأشار درباس بعد اللقاء إلى أن «الأمن منبعه البؤس والفقر وواجبنا أن نرعى الفقراء ولكنهم في هذه المرحلة العصيبة يستقبلون فقراء آخرين». ونبه من «إمكان أن يصبح عدد النازحين موازياً لعدد سكان لبنان نهاية ال2015». وقال ريفي: «انا مطمئن الى الخطة الامنية التي ترسم لتنفذ في طرابلس ونواكبها ولمسنا تجاوباً من كل الاطراف وسنطالب بحق المدينة على الدولة مهما كلف الامر من مشقة»، لافتاً إلى «قرار دولي إقليمي لحماية البلد من تداعيات النار السورية وهذه فرصة علينا استغلالها». وفي السياق، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في دارته النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة وعرض معهما التطورات السياسية الراهنة.