نال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في وارسو أمس، دعماً متحفظاً لمشروع اتفاق يبقي المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، لكن استطلاعاً للرأي أظهر أن مزيداً من مواطنيه يؤيدون الانسحاب من التكتل. وشكّكت دول كثيرة، بينها بولندا، في اقتراح تسوية طرحه الثلثاء الماضي رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك، لتجنّب خروج بريطانيا من الاتحاد، اذ يتيح لها تأجيل دفع تقديمات اجتماعية للعمال الاوروبيين على اراضيها، علماً أن بولندا هي أضخم مصدر للقوة العاملة المهاجرة في المملكة المتحدة. ووَرَدَ في بيان مشترك أصدرته رئيسة الوزراء البولندية بياتا سيدلو وكامرون، بعد لقائهما أمس، «نؤيد في شكل كامل حلول رئيس الوزراء الهادفة إلى تحسين المنافسة وإزالة العراقيل الروتينية وإعطاء الأهمية المناسبة للبرلمانات الوطنية». ودعت الى مناقشة مسألة مزايا الرعاية الاجتماعية للبولنديين المقيمين في بريطانيا، فيما أعلن كامرون أن بلاده تريد «شراكة استراتيجية كاملة» مع وارسو. وكانت سيدلو قالت لصحيفة «ذي تايمز» البريطانية ان الاقتراحات المتعلقة بتغيير قوانين التقديمات الاجتماعية للعمال الاوروبيين في بريطانيا، «ليست جيدة». وطالبت بإبقائها من دون تغيير «ل700 الف مواطن بولندي يعيشون ويعملون في شكل قانوني في بريطانيا». وكرّرت سيدلو قبل لقائها كامرون، ان بلادها تأمل بأن تبقى بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، مشددة على انها «شريك استراتيجي بالغ الاهمية» لبلادها. وأضافت ان وارسو تؤيّد جزءاً كبيراً من اقتراحات بروكسيل، مثل «التقليل من بيروقراطية» المؤسسات الاوروبية. وتقترح بريطانيا البدء بمنح التقديمات الاجتماعية للذين يقيمون على اراضيها منذ اربع سنوات على الأقل، فيما يقترح الاتحاد الاوروبي آلية «حماية»، للحدّ من حقوق العمال الاوروبيين في ظروف معينة. لكن التوصل الى اتفاق سيكون صعباً خلال قمة اوروبية مقررة في 18 و19 الشهر الجاري، علماًَ أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن معارضته أي «مفاوضات جديدة» حول المطالب البريطانية. وتعهد كامرون تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد، لكن استطلاعاً للرأي أعدّته مؤسسة «يوغوف» ونُشرت نتائجه في صحيفة «ذي تايمز»، أظهر أن 45 في المئة من البريطانيين سيؤيدون الخروج من الاتحاد، في مقابل 36 في المئة يريدون البقاء. وأشار 19 في المئة الى أنهم لم يحسموا أمرهم بعد، أو أنهم لن يصوتوا، علماً أن مؤيدي الانسحاب من الاتحاد كانوا متقدمين بفارق أربع نقاط مئوية، في استطلاع أُعدّ الأسبوع الماضي.