يصدر الصوت في شكل طبيعي عندما يلتقي الحبلان الصوتيان في الحنجرة بحرية من دون عوائق. وإذا وجد الشخص صعوبة في إخراج الصوت أو تعرّض لتغيرات طارئة في صفاء الصوت أو نبرته أو جودته، فيكون مصاباً بالبحّة. وهناك أسباب كثيرة للبحة، منها أسباب شائعة، مثل الصراخ، التحدث بصوت عال، استنشاق الأبخرة، التهاب الحنجرة، الحساسية، كثرة السعال، المبالغة في البكاء، الارتداد المعدي – المريئي، التدخين، وتناول الكحوليات. أما الأسباب الأقل شيوعاً للبحة فتشمل دخول جسم غريب الى الحنجرة، وضعف عضلات الحنجرة، أو ابتلاع كيماويات حارقة، أو نشوء لحميات على الحبلين الصوتيين، أو فقدان المرونة في الحبلين نتيجة الشيخوخة، أو بسبب سرطان الحبلين الصوتيين. وقد تكون البحّة نفسية المنشأ، فهي شائعة نوعاً ما بعكس ما كان يظن سابقاً، فالشدة العاطفية والغضب والخوف والقلق والانفعالات والتشنجات وغيرها من الاضطرابات النفسية، غالباً ما تتزامن مع البحّة. وفي معظم الأحيان، تكون البحّة عرضية سرعان ما تزول بعد وقت قصير أقصاه أسبوعان من إراحة الصوت والإكثار من شرب السوائل الدافئة. أما اذا استمرت البحّة الى أبعد من ذلك، فلا بد من مراجعة الطبيب المختص للقيام بالتحريات الضرورية ونفي وجود أورام خبيثة في الحنجرة. ويجب اكتشاف أورام الحنجرة الخبيثة باكراً من أجل استئصالها، الأمر الذي يعطي نتائج شفائية عالية جداً تتجاوز نسبتها 95 في المئة. أما في حال ترك الأورام الخبيثة على حالها وعدم رصدها باكراً، فإن نسبة الشفاء تنحدر بشدة، وقد يضطر الطبيب أحياناً الى إزالة الحنجرة وقسم من عضلات الرقبة. حتى الآن، ليس من المعروف لماذا يصيب سرطان الحنجرة أشخاصاً من دون غيرهم. لكن ما هو شبه مؤكد، أن هناك عوامل تشجع على نشوء هذا السرطان، وأهمها: التقدم في السن، التدخين، تناول الكحوليات، التماس مع بعض المخرشات الكيماوية، كحامض الكبريت والنيكل والإسبست.