الحنجرة عضو حساس وبالغ الاهمية اذ يؤدي انسداده الى الاختناق وهي عرضه لالتهابات حادة او مزمنة اولية او تاليه لالتهابات الاعضاء المجاورة كونها الممر الطبيعي للهواء فالحنجرة سهلة التخريش بالأبخره الساخنة او السامة او الكيميائية التي قد يستنشقها المرء بشكل عفوي او لدى قيامه بأعمال قد تعرضه لذلك.. ما الامراض التي تصيب الحنجرة؟ وكيف تعالج؟ نقلت هذه الاسئلة وغيرها الى الدكتور طلال الرشيد اخصائي الجهاز التنفسي وقد تفضل مشكورا بالاجابة على اسئلتنا وتحدث في البداية عن التهابات الحنجرة بصفة عامة موضحا انها تنقسم الى نوعين التهابات الحنجرةالحادة. التهابات الحنجرة المزمنة. مشيرا الى ان الاتهابات الحادة في الحنجرة تنتج عن عدوى الجراثيم التي تسبب خمجا في الجهاز التنفسي وتتم عادة معالجتها بالمضادات المناسبة كي لا تتحول الى التهابات مزمنة. * التهاب الحنجرة الحاد layngitis acute فانه يكون اكثر شيوعا في فصل الشتاء ويترافق عادة مع التهاب في البلعوم, او يكون جزءا من مرض عام كالانفلونزا والزكام الحاد, سبب هذا الالتهاب يكون اما حمه راشجه او احدى الجراثيم التي تصيب الطرق التنفسية العليا كالمكورات العقدية والعنقودية والرئوية وما يسهل الاصابة بالتهاب الحنجرة هو: استعمال الصوتو بكثرة - الاسراف في تناول مواد مخرشة كالأطعمة الحارة او الحامضة او شرب الكحول.. الاسراف في التدخين اما المظاهر السريرية فهي: فقدان الصوت والبحه, الم وانزعاج في الحنجرة احيانا, تلون الحبلين الصوتيين بلون رمادي وظهور آثار من المخاط عليها, ارتفاع الحرارة احيا. يعالج التهاب الحنجرة بالامتناع عن الكلام والامتناع عن التدخين وقد تعطى المضادات الحيوية, او يتم استنشاق الابخرة الطبية اللطيفة, كما يمكن ان تكون المعالجة في فحص الجيوب الأنفية واللوزيتن ومعالجتها في حال التهابها, هذا فضلا عن اراحة الصوت التي تلعب دورا كبيرا في تخفيف الوذمة الناتجه عن الالتهاب, وقد يتطلب ذلك ملازمة الفراش, كما يساعد شرب السوائل الساخنة المطرية على التخلص التدريجي من تخريش الحنجرة. @ التهاب لسان المزمار الحاد: سببه احد الجراثيم التي تصيب الغشاء المخاطي وغالبا ما يكون الجرثوم المسبب هيموفيليس انفلونز hemophilus influenza وبعض حالات الوفيات غير المعروفة السبب عند الاطفال الصغار سببها التهاب لسان المزمار الحاد, لذا ينصح الطبيب الممارس الذي يشك بوجود التهاب لسان المزمار بنقل الطفل المريض فورا الى المستشفى لأن وذمه الحنجرة وانسدادها قد يتطوران بسرعة, وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر بعض الرغامى Tra che otomy في وقت ابكر من المتوقع, اما عند الكبار فيحدث الم شديد وعسرة بلع, ويعطى المريض المضادات الحيوية والمسكنات. @ التهاب الحنجرة والرغامي والقصبات: تحدث هذه الحالة عند الرضع والاطفال الصغار حيث تتشكل مادة مخاطية قيحية كثيفة ومتماسكة في الجهاز التنفسي تهدد الحياة بالخطر وذلك لاغلاقها الطرق التنفسية الذي ينتج عنه نقص اوكسجين الدم والاختناق, يعالج هذا النوع من الالتهاب بالمضادات الحيوية والمعالجة بالأوكسجين ورفع رطوبة جو الغرفة, واحيانا قد يتطلب الأمر خزع الرغامي. @ الدفتريا الحنجرية: نادرا ما تحدث, ويدل عليها وجود صديد في الحنجرة حيث يمتد الغشاء الدفتيري الى الحنجرة والرغامي تعالج الدفتريا الحنجرية بالمصل المضاد لها وبالمعالجة الطبية العامة, وفي الحالات الشديدة والصعبة يمكن ان يتم خزع الرغامي. @ ننتقل الى النوع الثاني وهو التهابات الحنجرة المزمنة حيث ان العوامل الأكثر شيوعا والمسؤولة عن احداث التهاب الحنجرة المزمن هي: الاعتياد على الصراخ كما هي الحالة مع البائعين المتجولين, التصويت بشكل سيء كما يحصل احيانا عند المدرسين والخطباء والممثلين والمدربين بشكل خاطىء, الاسراف في تناول المواد المخرشة او شرب الكحول والاسراف في التدخين التهاب الجيوب الأنفية المزمن. المظاهر السريرية لهذا المرض هي بحة في الصوت, احساس بالانزعاج في الحنجرة سعال وميل متزايد لتطهير البلعوم, انسداد الأنف بالافرازات الناتجة عن التهاب الجيوب الانفية. وثمة قاعدة مهمة يجب اخذها بالاعتبار في علم امراض الحنجرة وهي ألا يتم تشخيص التهاب الحنجرة المزمن قبل استبعاد الآفات الاخرى المسببة لبحة الصوت وهذا يعني اجراء صورة للصدر والحنجرة واجراء فحوص الدم والتنظير المباشر للحنجرة وأخذ خذعة منها, ولا يشخص التهاب الحنجرة المزمن الا بعد استبعاد الآفات التالية: سرطان الحنجرة والبلعوم الحنجري, التهاب الحنجرة السلي, شلل الحبال الصوتية. وعند استبعاد هذه الافات السابقة وتشخيص التهاب الحنجرة المزمن, يجب ان يوجه الانتباه الى ازالة العوامل المسببة له, وخصوصا الجيوب الانفية واجهاد الحنجرة.. وتتم المعالجة بالتدريب على الكلام, هذه الطريقة التي تثبت اهميتها عندما يكون التصويت الخاطىء هو العامل المسبب لالتهاب الحنجرة المزمن. @ عقيدات المغنيين Vocal nodules تظهر هذه العقيدات الصغيرة عند نقطة اتصال الثلث الامامي مع الثلثين الخلفيين من الحبلين الصوتيين وتنجم عن اجهاد الصوت, تعالج العقيدات جراحيا على ان يتبع ذلك اراحة الصوت والتدريب من جديد على الكلام الصحيح. @ التهاب الحنجرة السلي او التدرن الحنجري: هذه الحالة كانت شائعة وذات انذار خطير ولكنها اصبحت اليوم اقل حدوثا وذلك بفضل الأدوية المضادة للسل, اما التهاب الحنجرة السلي فهو دوما نتيجة لسل رئوي متقدم, يصيب عادة القسم الخفي من الحنجرة, اي ما بين الغضاريف, حيث يشكل تقرحات على الحبلين الصوتيين, ويتأكد التشخيص عادة بالفحص النسيجي لخزعه تؤخذ من مكان الاصابة, يظهر هذا المرض سريريا بفقدان الصوت او بحة فيه, وفي وقت متأخر يمكن ان يحدث عسر في البلع فتبدأ المعالجة اولا بمعالجة السل الرئوي, المترافعة مع اراحة الصوت. @ سفليس الحنجرة: هذا النوع من الالتهاب قل حدوثه اليوم ولكنه يصبح مشكوكا في أمره في حال وجود الآفات الاخرى, ويميل الارتشاح المرضي الى اصابة لسان المزمار والجزء الداخلي من الحنجرة, وقد يتبعه التهاب ما حول الغضروف ثم تضيق الحنجرة, كما قد يترافق بورم خبيث, معالجة هذا النوع من الالتهاب تتم بواسطة المضادات الحيوية الخاصة, وفي بعض الاحيان يتطلب الأمر خزع الرغامي. @ طلوان الحبال الصوتية: تقتصر هذه الاصابة على الرجال تقريبا, ومن اهم اعراضها بحة الصوت المزمنة الناجمة عن وجود بقع من مادة بيضاء مفرطه التقرن على الحبلين الصوتيين تستأصل الآفة جراحيا ولكن قد يتكرر ظهورها في بعض الحالات, وقد تحدث التبدلات الخبيثة فيلجأ الجراح الى استئصال الحبل الصوتي بكامله. @ شلل الحبال الصوتية: تتعصب كل عضلات الحنجرة الداخلية بالاعصاب الحنجرية الراجعة باستثناء العضلة الحلقية الدرقية التي تعمل كموترة للحبال الصوتية والتي تتعصب بالشعب الخارجة للأعصاب الحنجرية العلوية, تعود اسباب شلل الحنجرة اما الى آفة عصبية مركزية او الى اصابة محيطية والشلل المركزي نادر جدا لان تعصيب كل جهة من الحنجرة يأتي من جهة القشرة الدماغية ولكي تسبب القشرية شللا حنجريا عليها ان تكون واسعة جدا, وغالبا ما يقصر معها امد الحياة, اما الشلل المحيطي فهو كثير الحدوث وخصوصا في الجهة اليسرى بسبب طول مسير العصب الراجح الايسر. واسباب حصول هذا الشلل هي الآتية: اسباب صدرية, سرطان القصبات, سرطان المريء, التدرن الرئوي وجراحته, ضخامة وجراحة القلب, التهاب الأعصاب المحيطية, جروح العنق. @ اسباب في العنق: سرطان الغدة الدرقية, الرضح خلال استئصال الدرق, اورام العقد اللمفية الرقبية الخبيثة, سرطان البلعوم الحنجري والمرىء, جروح العنق. وتختلف اعراض الشلل المحيطي باختلاف نوع الشلل الذي يمكن ان يكون اما وحيد الجانب او ثنائي الجانب ومن اهم اعراض الشلل وحيد الجانب نجد البحة اما في حالة الشلل الثنائي الجنب فيغلب ان يكون الحبلان في وضع التقريب وعند ذلك يكون الصوت جيدا وانما يحدث ضيق في التنفس, يتم تشخيص الشلل الحنجري بفحص الحنجرة بالمرآة, اما بتشخيص السبب فيتطلب محضا عصبيا كاملا وصورة شعاعية للصدر, تعطى المعالجة المناسبة بعد معرفة السبب, ويرافقها التدريب على الكلام الذي يلعب دورا في تقوية الصوت في الحالات وحيدة الجانب, اما اذا كان الشلل ثنائي الجانب والحبلان في وضع التقريب ادى ذلك الى ضيق التنفس مما يستدعي شق الرغامى واللجوء الى عملية لابعاد احد الحبلين الصوتيين كبديل عن شق الرغامى الدائم. ومن الامراض التي تصيب الحنجرة: * فقدان الصوت الوظيفي وهو يقتصر على الاناث وينتج عن اقتراب الحبلين الصوتيين بعضهما من بعض فيصبح الكلام همسا تستمر هذه الحالة عدة ايام او اشهر وتعالج بطمأنة المريضة وابعاد المرض العضوي ثم احالتها الى اخصائي التدريب على الكلام, وقد ينصح باستشارة الطبيب النفسي اذ ربما يعود السبب الى عامل نفسي. * كما يمكن ان تصاب الحنجرة برضوح نتيجة: الجروح النافذة ورضوض العنق القاطعة, الرضوح بقبضة اليد او بأداة حادة او نتيجة حادث سير, استنشاق ابخره سامه وابتلاع السموم المؤكدة. اعراض هذه المرض تتجلى ببحة في الصوت, وضيق في التنفس تختلف شدته بحسب شده اصابة الوزمة او الانصاب الدموي المرافق, واذا كانت الاصابة شديدة فانها تؤدي الى انسداد كامل في المجرى الهوائي يعقبه الموت المحتم, تعتمد المعالجة على شدة الاصابة وامتدادها ففي حالات جروح العنق الشديد يحتاج المصاب الى عملية مستعجلة لايقاف النزيف, حيث يتم شق الرغامى لانقاذ حياته وفي حال وجود وزمة في المزمار ناجمة عن استنشاق الغاز او تناول مادة مؤكدة, يمكن ان يستدعي الامر خزع الراغمى فقط. في حال ادت الضربة على العنق الى احداث كسور في غضاريف الحنجرة ينتج عن ذلك نزف تحت الغشاء المخاطي, فتحدث فورا بحة في الصوت وتزداد الوذمة في المزمار تدريجيا حتى يصبح خزع الرغمى ضروريا بعد عدة ساعات من الرضح, اما في لحالات الرضوح البسيطة فقد لا يحتاج الأمر الى معالجة فعاله, ولكن يجبر المريض على اراحة صوته وعلى استعمال المضادات الحيوية لوقاية الغضاريف الحنجرية من الاصابة بالأضماج التي قد ينتج عنها عقابيل هي التهاب ما حول الغضروف والنخر والتصنيف الحنجري, فيصبح الصندوق الحنجري بلا كتل من النسيج الليفي, ويعجز المريض عن التنفس والنطق, فيعمد اذاك الى خزع الرغامى. * امراض خلقية او وراثية تصيب الحنجرة من هذه الآفات: * رخاوة في الحنجرة حيث يصيب الارتخاء لسان المزمار والالتواء الطرجهالي فينخمصان الى الداخل عند الشهيق, ويسببان انسدادا جزئيا في الحنجرة مما يحدث صريرا وضيقا تنفسا تتشفى هذه الحالة تلقائيا ولكنها تحتاج الى 1 - 3 سنوات لتشفى نهائيا. * بحه الصوت واسبابها: حنجرية, يمكين ان تحدث بحة لصوت بسبب اية حالة غير عادية تصيب الحنجرة مثل الالتهابات والأورام. * بلعومية تترافق اورام البلعوم الغمي والحنجري عادة ببحة الصوت. @ فقدان القدرة على التصويت: بحيث يفقده المريض فجأة بعد التعرض لأزمة نفسية وعند الفحص يلاحظ ان الحبلين الصوتيين طبيعيان ظاهريا ولكن عندما يطلب من المريض لفظ كلمة (آه) يلاحظ ان الحبلين لا يقتربان بينما يكون منعكس السعال طبيعيا. وبصفة عامة تحدث بحة الصوت احيانا بسبب وجود وزمه حنجرية سببها الاحتقان الحاصل في الحالات العامة مثل الوذمة المخاطية والكليوية او القلبية.