شهدت محافظة اللاذقية الساحلية أمس تقدماً جديداً للجيش النظامي السوري الذي يشن منذ أسابيع حملة واسعة لطرد المعارضة من معاقلها في ريف المحافظة قرب الحدود التركية. ويتقدم النظام بمساعدة مباشرة من غرفة عمليات يشرف عليها الجيش الروسي وبغطاء توفره الطائرات الروسية وبمساعدة مباشرة من «حزب الله» اللبناني. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أمس عن اشتباكات عنيفة تدور بين «الفصائل المقاتلة والإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة» وبين «غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس بالإضافة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية» في محاور عدة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، مشيراً إلى «أنباء مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين» وإلى تنفيذ الطائرات الروسية مزيداً من الغارات على جبل الأكراد. ولم يذكر المرصد ما إذا كان النظام قد حقق تقدماً ميدانياً، لكن «الإعلام الحربي المركزي» الذي ينشر الأخبار العسكرية للنظام و «حزب الله» قال إن «الجيش السوري دخل بلدة طومة في ناحية سلمى ... إثر قصف جوي ومدفعي استهدف مواقع المجموعات المسلحة في البلدة ما أجبرها على الانسحاب منها». وجاءت السيطرة على طومة بعد يوم من السيطرة على قرية دويركة قرب سلمى، المعقل السابق للمعارضة في جبل الأكراد. ويروّج موالون للنظام لمعلومات عن استعداد الجيش السوري لمهاجمة بلدة أخرى هي كنسبا التي تُعتبر معقلاً آخر للمعارضة في عمق جبل الأكراد. في حلب شمالاً، ذكر موقع «الدرر الشامية» أن خمسة عناصر من تنظيم «داعش» قُتلوا مساء الخميس في تبادل للنار مع القوات التركية قرب معبر قارقامش بولاية غازي عنتاب الحدودية مع سورية. ويجري منذ فترة حديث عن استعداد الجيش التركي للقيام بعملية ضد «داعش» داخل الأراضي السورية. في غضون ذلك، أشار المرصد إلى وقوع اشتباكات بين «جبهة النصرة» وتنظيم «جند الأقصى» وفصائل إسلامية ومقاتلة و «الحزب الإسلامي التركستاني»، من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، من جهة أخرى، في محيط حرش خان طومان بريف حلب الجنوبي الغربي، فيما تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس بين قوات النظام وبين عناصر تنظيم «داعش» في محيط منطقة المحطة الحرارية ومنطقة مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي. ولفت المرصد أيضاً إلى أن «حركة نور الدين الزنكي» سلّمت عدداً من النقاط التي كان مقاتلوها يتمركزون بها على جبهات عدة في ريف حلب، إلى فصائل إسلامية ومقاتلة، عازية خطوتها إلى انعدام دعمها بالسلاح والذخائر والأموال. وفي شرق سورية، قال المرصد إن ثلاثة مواطنين قُتلوا جراء غارة جوية شنتها طائرات يُعتقد أنها روسية على قرية الجنينة بريف دير الزور الغربي، فيما أعدم «داعش» في بلدة حطلة بريف دير الزور الغربي أيضاً 4 أشخاص قال إنهم من عناصر «الدفاع الوطني» التابع للنظام بعدما أسرهم في وقت سابق من منطقة البغيلية قرب مدينة دير الزور. وفي محافظة الحسكة المجاورة، قال المرصد إن «داعش» أفرج عن 16 مواطناً آشورياً كانوا مخطوفين لديه منذ سنة. وفي الجنوب، يشهد محيط بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي قصفاً متبادلاً بين قوات النظام من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وسط معلومات عن هجوم للطرف الأخير بعد استرجاع الشيخ مسكين. وفي القنيطرة، أعلنت القيادة العامة ل «جبهة ثوار سورية» إطلاق معركة «نصرة أطفال مضايا» بهدف «تحرير ... تل كروم وتل بزاق وبلدة جبا ومناطق أخرى من محافظة القنيطرة»، بحسب ما أورد المرصد. وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى غارات على منطقة المرج بالغوطة الشرقية، وأخرى على داريا بالغوطة الغربية. وفي نيويورك (أ ف ب)، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أنها جمعت شهادات تفيد أن الجيش الإيراني جند منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 آلاف اللاجئين الأفغان في إيران، وتحدثت عن تجنيد قسري للبعض منهم. وقالت المنظمة في تقرير نشر الجمعة في نيويورك أنها جمعت شهادات نحو عشرين من هؤلاء الأفغان الذين كانوا يعيشون في إيران وقالوا إنهم «تلقوا عرضاً بالحصول على حوافز مالية وإقامة قانونية لتشجيعهم على الانضمام إلى الميليشيات الموالية للنظام السوري». وذكر التقرير أن بعض هؤلاء قال أنهم أو أقرباء لهم «أرغموا على القتال في سورية وهربوا منها إلى اليونان أو تم ترحيلهم إلى أفغانستان بسبب رفضهم». وأضاف: «أن آخرين قالوا إنهم تطوعوا للقتال في سورية سواء لأسباب دينية أو للحصول على إقامة قانونية في إيران». وقال هؤلاء إن الحرس الثوري هو من يقوم بالتجنيد. وفي لاهاي، أعلنت الحكومة الهولندية موافقتها على المشاركة في الضربات الجوية ضد «داعش» في سورية.