استمرت المواجهات في عموم سورية أمس، وسُجّل تقدم طفيف آخر لقوات النظام على حساب تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي، فيما واصلت الطائرات الروسية غاراتها موقعة قتلى وجرحى في مناطق سيطرة المعارضة. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) إلى «اشتباكات متفاوتة العنف» تدور على محاور عدة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي «بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس بالإضافة إلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية و «حزب الله» اللبناني من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جانب آخر». وبعدما لفت إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، قال إن طائرات روسية نفّذت مزيداً من الغارات على مناطق الاشتباك. وأكد المرصد ومواقع إعلامية موالية للنظام أن القوات الحكومية سيطرت بالفعل ليلة أول من أمس على قرية دويركة قرب سلمى المعقل السابق للمعارضة في جبل الأكراد، ما يعني أنها تتوغل أكثر في عمق الجبل باتجاه الحدود التركية. أما في محافظة إدلب المجاورة فقد سجّل المرصد تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» غارات عدة على قرية نحليا قرب مدينة اريحا جنوب مدينة إدلب، علماً أن موالين للنظام يتحدثون عن إمكان توجه القوات الحكومية في غضون أسابيع نحو جسر الشغور بريف إدلب بعد الانتهاء من عملياتها الجارية حالياً في ريف اللاذقية. وفي الشمال السوري، قال المرصد إن قوات النظام قصفت مناطق في محيط مسجد الرسول الأعظم في حي جمعية الزهراء غرب حلب من دون انباء عن اصابات، بينما سقطت قذائف عدة أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة النظام في احياء العزيزية والخالدية والموكامبو وشارع النيل والعبارة بمدينة حلب، ما أدى إلى مقتل مواطنة وسقوط ما لا يقل عن 12 جريحاً. وأضاف المرصد أن إثنين من الفصائل الإسلامية قُتلا خلال اشتباكات مع تنظيم «داعش» في محيط قرية غزل بريف حلب الشمالي، فيما قُتل عنصر من قوات النظام خلال اشتباكات مع التنظيم ذاته بريف حلب الشرقي حيث شن «داعش» هجوماً معاكساً ليلة أول من أمس محاولاً وقف تقدم قوات النظام في القرى المحيطة بمطار كويرس العسكري. وافاد المرصد ان الهجوم المعاكس اوقع 20 قتيلاً من النظام و14 من «داعش». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فأوردت، من جهتها، أن «وحدات الجيش العاملة في حلب أعادت الأمن والاستقرار اليوم (أمس) إلى قرية بلوزة بريف حلب الشرقي بعد القضاء على آخر بؤر تنظيم داعش». ونقلت عن مصدر عسكري تأكيده سيطرة الجيش النظامي على بلوزة التابعة لريف مدينة السفيرة، وذلك بعد يوم واحد من سيطرته أيضاً على قرية وديعة بالريف الشرقي لحلب. وفي محافظة حمص (وسط)، أكد المرصد مقتل 11 شخصاً بينهم 7 اطفال و3 مواطنات جراء قصف طائرات حربية يُرجح أنها روسية بلدة الغنظو بريف حمص الشمالي، موضحاً أن بين الضحايا رجلاً وزوجته و3 من أطفالهما. ولفت أيضاً إلى مقتل طفلة جراء قصف طائرات - روسية على الأرجح - أطراف مدينة الرستن بريف حمص الشمالي. وجاء ذلك في وقت دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية غارات على مناطق الاشتباك، بحسب المرصد. أما في حماة المجاورة، فأشار المرصد إلى «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط قرية حربنفسه بريف حماة الجنوبي، ترافقت مع استهداف الفصائل الإسلامية بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام في أطراف القرية». وفي ريف دمشق، قال المرصد إن مروحيات ألقت صباح أمس 12 برميلاً متفجراً على المنطقة الواصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، في حين قصفت قوات النظام مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية ب 6 صواريخ يُعتقد أنها من نوع أرض - أرض، كما نفذت طائرات حربية غارات على محيط بلدة النشابية ومحيط بلدة الصالحية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية. وفي شرق البلاد، أغارت طائرات حربية يُعتقد أنها روسية على بلدة محيميدة وقرية الحصان بريف دير الزور الغربي، فيما نفذت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي ضربات على مناطق العريشة وال 47 وعجاجة بريف محافظة الحسكة المجاورة والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش». أما في جنوب البلاد، فسجّل المرصد تعرض مدينة نوى لقصف من قوات النظام، علماً أن عناصر من المعارضة لجأت إلى هذه المدينة بعد انسحابها من الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي قبل أيام.