وصف المدير العام للإدارة العامة للأندية الأدبية عبدالله أحمد الأفندي تجربة أدبي المدينة في تناول سيرة أدباء المنطقة بالرائدة، مثمناً لمجلس الإدارة حسن اختيار المواضيع المتماسة مع المكان وإنسانه، مؤملاً أن تحذو بقية الأندية باتجاه تركيز ملتقياتها ومناشطها على تناول نتاج أدبائها وأديباتها، موضحاً في تصريح إلى «الحياة» أن وزارة الثقافة تحمد للأندية الأدبية النشاط النوعي، داعياً إلى المزيد من التفاعل بين الأندية الأدبية والجامعات خصوصاً أقسام اللغة العربية والأدب من خلال حضور الأساتذة والطلاب لفعاليات الملتقيات الأدبية بما يثري ويعزز الوعي الثقافي في الطلاب والطالبات. من جهة أخرى، طوى ملتقى العقيق الأدبي في المدينةالمنورة يوم أمس رابع صفحاته في عمر المجلس الحالي، بجلسة ختامية تناولت الفضاء المدني في السرد قدمها الدكتور أسامة البحيري، متناولاً فيها كتاب ذكريات طفل وديع للأديب عبدالعزيز الربيع، وكتاب حياتي مع الجوع والحب والحرب عزيز ضياء، ورواية ميمونة لمحمود تراوري ورواية جاهلية لليلى الجهني، وحلّق البحيري بالحضور في فضاءات الجغرافيا والنص والدلالي والمنظور. فيما شخّص الدكتور عبدالباسط بدر الشخصية النسائية عند كتاب الرواية في المدينةالمنورة، مستعرضاً رواية زقاق الطوال لغالب أبو الفرج ورواية جاهلية لليلى الجهني، عائباً على عملها «جاهلية» سلبيته تجاه المرأة ووضعها الاجتماعي. فيما رصد الباحث سعد الرفاعي إحالات اللون عند الشاعر حسين العروي، محصياً الألوان عددياً، مؤكداً تسيّد اللون الأحمر بين الألوان، لوروده مرات عدة في وصف الورود، لافتاً إلى دلالات وإيحاءات اللون على نفسية وتجربة وتوجه المبدع. فيما قدم الدكتور دريد خواجة ورقة عن التشكيل اللغوي وسيمياء اللون في ديواني جوامع الكمد لعيد الحجيلي وفتنة البوح لنادية البوشي، لافتاً إلى اشتراك الديوانين في ثيمة الحزن، مؤكداً أن النص وحدات دلالية ثانوية تصب في وحدة مركزية هي المتحول الدلالي الذي يعود إلى النص أو إلى فضاء آخر، وأدار الجلسة الشاعر فاروق بنجر. فيما شهدت الجلسة قبل الأخيرة من الملتقى حوارات ساخنة حول الالتزام الأدبي وارتباطه بالابداع من خلال ورقة الدكتورة مها مراد متخذة من تجربة الشاعر الراحل محمد هاشم رشيد نموذجاً لها، مستعيدة تاريخ مصطلح الالتزام بعمومه والالتزام في الأدب خصوصاً، مشيرة إلى أن المصطلح على رغم قلة تداوله يظهر بين حين وآخر دون أن يكون ظاهرة أو موجة أدبية عارمة، لافتة إلى تناوش الالتزام من قبل الرفض والتأييد، مستحضرة مقولة أمل دنقل «لكل شيء التزام على طريقته»، مؤكدة تخلي الأديب عن الالتزام لظروف خارجة عن إرادته، مضيفة أن الالتزام مشروع مشترك بين المبدع والجمهور. فيما تناول الدكتور حافظ المغربي قلق اللغة وعالم المرأة عند الشاعر عيد الحجيلي من خلال شعرية الومضة في ديوان جوامع الكمد، عالم المرأة : وفيه يتردد الشاعر بين الروح والجسد. من جانبه، شرح الدكتور عماد حسيب فتنة نادية البوشي عبر ذاتية الآخر والتشكيل المكاني، مشيراً إلى أن ديوانها ضم مجموعة من العلاقات التي تجسد ظاهرة العدوانية من خلال علاقة الذات بالكتابة، مقدماً عرضاً عن التشكيل المكاني في نص البوشي بواسطة جهاز عرض خارجي، موضحاً أهمية تعاطي الحواس مع النص بما يحويه من تشكيل مكاني. واختتم الدكتور إبراهيم سعد قنديل الورقات بقراءة مرارة الغربة في ديوان «شارب المحو» للشاعر محمد الصفراني، لافتاً إلى طغيان استشعار الصفراني للغربة ومراراتها، مؤكداً أن الغربة لا تتمثل في البعد عن الأهل وإنما غربة الذات، وأدار الجلسة الدكتور يوسف العارف. من جانبها، رصدت «الحياة» انطباعاً إيجابياً عن الملتقى تمثّل في مشاعر امتنان المشاركين والمداخلين لرئيس أدبي المدينة الدكتور عبدالله عسيلان، ونائبه محمد الدبيسي، وكل أعضاء المجلس واللجان العاملة نظير ما قدموه من خدمات احتفائية مضمخة بشذا نعناع وحبق المدينة.