توسعت رقعة الاحتجاجات الاجتماعية في عدد من المحافظات الداخلية في تونس أمس، للمطالبة بالتنمية وفرص العمل ومحاربة الفساد، فيما شارك رئيس الوزراء الحبيب الصيد في منتدى دافوس الاقتصادي وسط تطلعات لحشد دعم دولي للاقتصاد التونسي المتردي. وانتقلت التظاهرات المطالِبة بالتشغيل من محافظة القصرين (غرب البلاد) إلى مدن «المكناسي» و«الرقاب» و«تالة» و«قفصة» و«سليانة» و«زغوان»، ورفع المحتجون شعارات: «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» و»شغل حرية كرامة وطنية». وكانت وزارة الداخلية التونسية فرضت حظراً للتجول في مدينة القصرين منذ الساعة السادسة مساءً إلى الخامسة صباحاً بدءاً من يوم أول من أمس، وذلك بعد اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين أحرقوا إطارات المطاط وأغلقوا طرق المدينة. وشدد الناطق باسم وزارة الداخلية وليد اللوقيني، في تصريح إلى «الحياة» على أن أجهزة الوزارة «تحمي حق التظاهر السلمي وتعتبر أن مطالب المحتجين مشروعة»، مشيراً إلى بعض «المندسين» الذين اقتحموا مقار حكومية لتنفيذ عمليات سرقة ونهب، ما استوجب تدخل قوات الأمن. وتشهد محافظة القصرين (وسط غرب) منذ السبت الماضي احتجاجات لشبان عاطلين من العمل بسبب وفاة زميل لهم بعدما صعقته الكهرباء، وذلك بعد الإعلان عن نتيجة مناظرة انتداب عاطلين من العمل اعتبرها ناشطون اجتماعيون غير عادلة. وذكرت مصادر طبية أن المستشفى الجهوي في محافظة القصرين استقبل 14 مصاباً من المتظاهرين الذين واجهتهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد قرر الاثنين الماضي، عزل المعتمد الأول لمحافظة القصرين (أعلى رتبة إدارية في المدينة) وفتح تحقيق في شبهات تلاعب بنتيجة المناظرة، وذلك في خطوة لتهدئة الأوضاع. ويرى متابعون أن اتساع رقعة الاحتجاجات في المحافظات الأقل تنمية (حزام الفقر) كان متوقعاً، بخاصة أن هذه المناطق تعيش حالة من التردي الاقتصادي والاجتماعي على رغم مرور 5 سنوات على الثورة التي قامت من أجل العمل والتنمية. في المقابل، حذرت جهات أمنية من استغلال الاحتجاجات من قبل عناصر إرهابية متحصنة في الجبال القريبة من محافظة القصرين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي إن الجيش «قصف مسالك تنقّل مجموعات إرهابية، إثر رصد تحركاتها في الجبال المتاخمة لمدينة القصرين». وأضاف الوسلاتي أن «قوات عسكرية إضافية نُشرت في مواقع مختلفة لمنع أي محاولة للمجموعات الإرهابية لاستغلال الوضع الحالي والتخفي وراء التحركات الاجتماعية من أجل استهداف الجيش وقوى الأمن التي انتشرت لحماية المقرات السيادية والمنشآت العامة والخاصة». من جهة أخرى، ناقش رئيس الوزراء أمس، مع المشاركين في الدورة ال46 لمنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، فرص استثمارية جديدة للاقتصاد التونسي، حيث يُنتظر أن يطلب إلى المجتمع الدولي مساندة تونس ودعمها اقتصادياً في هذه المرحلة. وشدد بيان لرئاسة الحكومة التونسية على أهمية هذا المنتدى الذي «يمثل فرصة هامة للترويج لصورة تونس كديموقراطية ناشئة ووجهة متميزة للاستثمار والأعمال»، في وقت تتسع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية وغياب التنمية وفرص العمل في البلاد. وأضاف البيان أن «تونس ستحض شركاءها الدوليين والإقليميين لمساندتها اقتصادياً ومالياً، كما ستدعو أوساط المال والأعمال العالمية إلى حضور الندوة الدولية حول تمويل مخطط التنمية خلال هذه السنة».