تونس – علي قربوسي ناشطو المزونة يتضامنون مع معتصمي المكناسي أهالي المكناسي يرفضون استقبال والي سيدي بوزيد يتواصل تأزم الأوضاع في ولاية سيدي بوزيدالتونسية في ظل الدعوة إلى العصيان المدني انطلاقاً من مدينة المكناسي التي دخلت في موجة احتجاجات منذ الأسبوع الماضي. «الشرق» تحولت إلى المكناسي فرصدت وصول قافلة من السيارات رافعة رايات المساندة والدعم اللا مشروط لأهل المدينة، وضمت هذه القافلة مجموعة من ناشطي مدينة المزونة الذين انتقلوا إلى المكناسي ودخلوا في حوارات مع الشباب المعتصمين، أكد الطرفان خلالها أن المكناسي والمزونة «أهل وبينهما روابط دم لم تستطع الحكومات المتعاقبة أن تفصمها». وتُوِّجَت هذه الزيارة بمسيرة انطلقت من خيمة الاعتصام في المكناسي وجابت الطريق الرئيسي وسط المدينة في تلاحمٍ قل نظيره بين شباب المدينتين رُفِعَت فيه شعارات الدعم والمساندة من قبيل «يا تأسيسي ما تنساشي.. المزونة والمكناسي»، علاوة على شعارات ثورة يناير 2011 ومحورها التشغيل والتنمية والدعوة، إلى جانب هتافات تدعو إلى إسقاط «جلادي الشعب»، والمقصود هنا حركة النهضة الإسلامية قائدة الائتلاف الثلاثي الحاكم. وقال رمزي سليماني، أحد المحتجين، ل «الشرق» إن «مدينة المكناسي دخلت مرحلة فارقة وذلك عن طريق التصعيد في التحركات الاحتجاجية وبالتنسيق مع بقية معتمديات سيدي بوزيد على غرار منزل بوزيان والرقاب والمزونة وحفوز، لبلورة حراكهم نحو العصيان المدني رداً على سياسة التهميش والإقصاء وعدم الإيفاء بالوعود الواهية التي قطعتها الحكومات المتتالية». وأشار إلى تعطل حركة النقل في المكناسي منذ أمس الأول، إذ أقدم الشباب المعطلون عن العمل في المدينة، بعد خمسة أيام من التظاهر السلمي والاحتجاجات، إلى احتجاز قطار لنقل الفوسفات كما أجبروا الشاحنات الثقيلة المحملة بالفوسفات على العودة إلى مدينة قفصة تأكيداً منهم على أحقيتهم في هذه الثروة، موضِّحين أنهم لن يكونوا معبرا للثروات وهم المهمشون. وشرع المحتجون في نصب الخيام فوق السكة الحديدية وبالتحديد حذو محطة القطار في المكناسي مهددين بتعطيل تنقل القطارات بمختلف أنواعها. وتأتي هذه الحركة بعد سلسلة من الاحتجاجات شهدتها المعتمدية خلال الأسبوع الماضي. الأهالي هنا يرفضون زيارة الوالي للمكناسي، وخاصة بعد تهديده لهم بفض اعتصاماتهم بالقوة، وفي المقابل طالبوا بنزول مسؤولين سامين من الدولة إلى جهة المكناسي حتى يشهدوا بأنفسهم المشكلات التي تعيشها هذه الجهة المحرومة ويستمعوا إلى مطالبهم وخاصة من فئة الشباب علماً أن هذه المنطقة تزخر بعدد كبير من حاملي الشهادات العليا والعاطلين عن العمل. وأعرب المعتصمون عن استيائهم من سياسة المماطلة والوعود الواهية التي تنتهجها الحكومة الحالية على غرار الحكومة التي سبقتها، وأوضحوا أنهم سئموا سياسات التنظير والكلام الفارغ، مصرين على تنقّل كبار المسؤولين في الدولة، على غرار مسؤولي وزارتي الشؤون الاجتماعية والتشغيل، إلى الجهات الداخلية دون الاقتصار على الظهور في القنوات التليفزيونية والبرامج الحوارية. يذكر أن قوات الأمن داهمت خيمة اعتصام الشباب المعطّل عن العمل في معتمدية المكناسي مع ساعات الفجر الأولى ليوم السبت الماضي وأقدمت على إتلاف محتوياتها بالكامل، ما دفع بأهالي المدينة إلى الخروج في مسيرة شعبية ضخمة شارك فيها النساء والشيوخ والأطفال وجابت كامل شوارع المدينة، احتجاجاً على ما أقدم عليه الأمن في محاولة لفض تحركات أهالي المدينة. متظاهر كتب على أحد الحوائط «أهالي المكناسي يريدون التنمية» شاب من المدينة يرفع علامة النصر (الشرق)