أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، إن إغلاق الحدود لن يحل مشكلة اللاجئين في أوروبا، فيما حضّ وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت المستشارة أنغيلا مركل على الاستعداد لإغلاق الحدود لوقف تدفق طالبي اللجوء، معتبراً أنه يجب على برلين أن تتحرك بمفردها إذا لم تتمكن من الوصول إلى اتفاق أوروبي بهذا الشأن. وقال شتاينماير للصحافيين رداً على سؤال عن اقتراح وزير النقل، إن «الحل لا يكمن في إغلاق الحدود». ورأى أنه من المهم حل الصراع في سورية، إضافة إلى العمل مع جيرانها على السيطرة على تدفق اللاجئين وإقامة «نقاط ساخنة» في اليونان وإيطاليا للتعامل مع الواصلين إلى أوروبا. وتابع: «آمل بشدة ألا نصل إلى حد ينغلق فيه شرق أوروبا على نفسه باعتباره جزءاً خاصاً من الاتحاد الأوروبي». وكان وزير النقل الألماني حضّ مركل على الاستعداد لإغلاق الحدود. وقال إن ألمانيا قد لا تستطيع الاستمرار في أن تظهر للعالم «وجهاً ودياً»، وهي عبارة استخدمتها مركل مع بدء تدفق اللاجئين على ألمانيا الصيف الماضي. وأضاف أنه إذا لم ينخفض عدد الوافدين الجدد قريباً فإنه ينبغي على ألمانيا أن تتحرك وحدها. وصرح دوبرينت، وهو عضو في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري، لصحيفة «موينشنر ميركيور»: «نصحيتي العاجلة هي أنه يجب علينا أن نعد أنفسنا لوضع لن يكون بمقدورنا فيه تفادي إغلاق الحدود». ورفض دوبرينت حجة مركل بأن إغلاق الحدود سيعرض المشروع الأوروبي للخطر. من جهة أخرى، وقعت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مساء أول من أمس، في مدينة هيش الصغيرة في شرق هولندا بعد تجمع ضد استقبال مهاجرين. وتجمّع 1000 شخص تقريباً أمام مبنى البلدية للاحتجاج على اجتماع عام يهدف الى الاستعداد لاستقبال 500 مهاجر خلال السنوات ال10 المقبلة، ورشقوه بالبيض. وتدخلت قوات الأمن وحصلت مواجهات مع المتظاهرين. ووقعت هذه المواجهات بعد ساعات على دعوة النائب القومي الهولندي المناهض للإسلام غيرت فيلدرز لسجن اللاجئين المسلمين الذكور في مراكز إيواء من أجل حماية النساء اللواتي يتعرضن لاعتداءات شبيهة بتلك التي حصلت ليلة رأس السنة في كولونيا في ألمانيا. وجاء كلام فيلدرز في شريط فيديو وزِّع بالإنكليزية والهولندية تطرق فيه إلى أعمال العنف التي وقعت ليلة رأس السنة في ألمانيا. وبعد أن ندد بهذه الاعتداءات التي أدت إلى تقديم 766 شكوى (بينها 497 بشأن اعتداء جنسي) اعتبر فيلدرز أن ما حدث في كولونيا هو عبارة عن «إرهاب جنسي»، مكرراً طلبه إقفال حدود هولندا. وأضاف: «ما دام الأمر لا يتغير، وما دامت نساؤنا بخطر في مواجهة قنابل التستوستيرون الإسلامية، اقترح حجز كل اللاجئين الذكور في مراكز لطالبي اللجوء». إلى ذلك، اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود» في تقرير صدر أمس، أوروبا بأنها «فاقمت في شكل كبير» أزمة اللاجئين في عام 2015 عبر الإخفاق في تحمل مسؤولياتها في مواجهة موجة نزوح دفعت أكثر من مليون شخص إلى سلوك طريق الهجرة. وقالت المنظمة غير الحكومية: «سنذكر عام 2015 كعام أخفقت فيه أوروبا بشكل مؤسف في تحمل مسؤولياتها وتلبية الحاجات العاجلة على صعيد المساعدة والحماية لأكثر من مليون رجل وامرأة وطفل». وتضمن التقرير انتقاداً شديداً لأوروبا التي «فاقمت في شكل كبير ما سُمي أزمة اللاجئين، وكذلك صحة ومعيشة كل هؤلاء الأشخاص الهاربين». وذكّرت المنظمة بأن حوالى 3800 شخص قضوا خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط العام الماضي، منددةً برفض أوروبا اقتراح «بدائل قانونية وآمنة من العبور المميت للبحر»». وانتقدت المنظمة أيضاً ظروف الاستقبال، خصوصاً في اليونان حيث «فشلت السلطات في إقامة نظام استقبال إنساني وملائم» وخصوصاً لتسجيل المهاجرين. وأضافت: «الأسوأ هو أن السلطات منعت المنظمات الإنسانية من تنظيم ذاتها لسد النقص». وفي إيطاليا، وفضلاً عن كون نظام الاستقبال «غير كاف إلى حد بعيد»، أسفت المنظمة لاضطرارها إلى مغادرة مركز تسجيل المهاجرين واختيارهم في بوزالو في جزيرة صقلية، جراء ظروف اعتبرتها «غير لائقة وغير إنسانية».