مع استمرار مسلسل مآسي لاجئي القوارب في البحر المتوسط، وأحدث فصوله مقتل 34 غرقاً أمام السواحل اليونانية أمس، رفضت أثينا انتقادات مبطنة من برلين، توحي بأن اليونان لا تؤدي واجبها في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وأعلن خفر السواحل اليوناني أن المهاجرين ال 34 قضوا غرقاً قبالة شواطئ جزيرة فرماكونيس التي تبعد 15 كيلومتراً عن تركيا، وذلك إثر غرق مركب كان يقلّ أكثر من مئة. وأُفيد بأن بين القتلى 15 طفلاً، بينهم أربعة رضّع. وأنقذ خفر السواحل 68 راكباً وتمكّن آخرون من السباحة إلى شاطئ الجزيرة. تزامن ذلك مع فشل أعمال بحث أُطلِقت السبت، للعثور على خمسة بينهم أربعة أطفال، فُقِدوا قبالة جزيرة ساموس في شرق بحر ايجه. أتى ذلك في وقت بات تدفق المهاجرين إلى ألمانيا يهدّد ب «كارثة إنسانية» في ميونيخ، حيث سُجِّل وصول 12 ألفاً إلى محطات القطارات في المدينة التي تعدّ بوابة المهاجرين إلى الأراضي الألمانية، وفي ظل توقعات رسمية بأن يتجاوز عدد الوافدين إلى المدينة 40 ألفاً مع بداية الأسبوع (للمزيد). وفي مواجهة تدفُّق اللاجئين، علّقت ألمانيا أمس، العمل باتفاقات «شنغن» لحرية التنقل، على الحدود مع النمسا التي يصل منها عشرات الآلاف من اللاجئين، وذلك بإعادة إجراءات المراقبة على الحدود بين البلدين. كما طلبت السلطات الألمانية من النمسا وقف خدمات القطارات الآتية منها. ورفضت أثينا أمس، انتقادات حول إدارتها أزمة الهجرة، واعتبرتها «غير مقبولة». وقالت رئيسة الوزراء بالوكالة فاسيليكي ثانو أثناء زيارة لجزيرة ليسبوس، الوجهة الأولى للاجئين بحراً، إن اليونان «تتقيّد تماماً بالاتفاقات الأوروبية والدولية من دون تجاهل البعد الإنساني». شكّل ذلك رداً مباشراً على كلام وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت عن «إخفاق كامل» للاتحاد الأوروبي في السيطرة على حدوده الخارجية، في مواجهة تدفُّق اللاجئين، ومطالبته ب «إجراءات فعّالة» في هذا المجال. وقال دوبرينت إن ألمانيا «بلغت الحدود القصوى لقدراتها» على استقبال اللاجئين. وكانت المستشارة الألمانية انغيلا مركل حضّت اليونان على حماية الحدود الخارجية للاتحاد في شكل أفضل، وطالبت بحوار مع تركيا التي يمر عبرها عدد من اللاجئين، خصوصاً من سورية. وتواصل تدفُّق المهاجرين على ألمانيا عبر ميونيخ (جنوب) المهددة ب «كارثة إنسانية» مع بلوغها «الحد الأقصى» لطاقتها على استيعاب اللاجئين، ما دفع سلطاتها إلى إطلاق نداء لطلب المساعدة في إيوائهم، باعتبار أنها وبافاريا «لا تستطيعان التصدي بمفردهما لهذا التحدي الكبير»، كما أفادت سلطات ميونيخ في بيان.