قال نائب رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الرئيس التنفيذي المكلف يوسف البنيان إن التأثيرات المتوقعة لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران على أسواق البتروكيماويات، أمر يحتاج إلى سنوات عدة حتى تظهر نتائجه مع عدم القدرة على التنبؤ بمدى تمكن المصانع الإيرانية من العودة إلى الأسواق، وأنه بشكل عام يصعب زيادة كميات المنتجات البتروكيماوية في وقت قصير وحتى وإن تمكنت فإن السوق قادرة على استيعاب أي إمدادات جديدة محتملة، كون هذا الأمر يحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات، وأن الشركة تفكر في المنافسين المحتملين الجدد وليس المنافسين الحاليين. وقال البنيان إن الشركة تمكنت من المحافظة على حصتها السوقية في الصين على رغم تراجع الاقتصاد الصيني وتباطؤ النمو وأنها تنظر بإيجابية تجاه الصين على المدى البعيد، موضحاً أنه بسبب انخفاض أسعار الطاقة عالمياً فإن الشركة تنظر للسوق الأميركية بشكل إيجابي وكذلك الحال بالنسبة إلى أوروبا، على رغم أنه أقل إيجابية مقارنة بنظيره الأميركي. وشدد البنيان خلال مؤتمر صحافي عقدته الشركة أمس بعد إعلان الشركة نتائجها للربع الأخير من 2015 في مقر الشركة، أن زيادة الأسعار لن تؤثر في الوضع القوي لسابك، وللتنوي الشركة تغيير استراتيجيتها الاستثمارية بسبب الظروف الحالية. وبنظرة متفائلة قال البنيان إن «سابك» قادرة على تجاوز أي متغيرات اقتصادية، وأن الشركة تركز دائماً على الوضع التنافسي لها، مؤكداً أن دخول منافسين جدد بالأسواق يجعل «سابك» أمام تحديات جديدة ستحولها إلى إيجابيات؛ لخلق فرص جديدة. وأشار إلى أن نسبة الكلفة الإجمالية المترتبة على زيادة أسعار منتجات الطاقة على الشركة في حدود 5 في المئة، وأن الشركة لا تنظر إلى التكاليف، وإنما تسعى لتقليل الزيادة على الهامش الربحي للشركة، من خلال خفض كلفة الإنتاج، وزيادة منتجات ذات جودة أعلى. وأكد أن لدى «سابك» قدرة على التعامل مع المتغيرات الاقتصادية في المنطقة وبالأسواق العالمية، سواءً النفطية أو البتروكيماوية، والاستفادة منها في نمو النتائج المستقبلية والنمو للشركة، لكون بعض الشركات قد تغير استراتيجياتها المستقبلية. وذكر أن «سابك» موجودة في الأسواق الأفريقية منذ ثلاثة عقود، وأن رغبة الشركة في أن يكون لديها استثمار وتصنيع في تلك الأسواق وليس الاعتماد على البيع فقط، إذ إن هدف الشركة هو التحول من بائعين إلى مصنعين ومنتجين؛ للاستحواذ على أكبر قدر من حصة تلك الأسواق، مبيناً أن مجلس إدارة الشركة لا تعتمد بمبدأ تحديد حجم الاستثمار في الأسواق، إذ إن المحدد الرئيس في هذه المسألة هو مدى توافقها مع خطط «سابك» 20/25 وعوائدها المتوقعة. وأبان أن استراتيجية الشركة نصت على عدم دخولها في صناعات تنافس عملائها أو زبائنها؛ لكون هذا يعد جزءاً من دعم الشركة الاقتصاد المحلي، موضحاً أن الشركة تسعى لتطوير منتجاتها، وخفض التكاليف، وزيادة الإنتاج. وذكر أن «سابك» تعمل مع قطاعات الدولة على الاستفادة من دعم الاقتصاد المحلي، وسعدت الشركة بقرار تأسيس هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسنعمل مع وزارة التجارة والصناعة لدعم الهيئة للاستفادة من استثمارات سابك وخلق فرص وظيفية في السوق. وقال البنيان إن إدارة شركة كيان السعودية لم تمنع الهيئة الملكية للجبيل وينبع من الدخول في تحقيقات حادثة الحريق الذي حدثت السبت الماضي، إذ شارك في أعمال الإطفاء والتحقيق الجهات المختصة كافة، مبيناً أن الشركة بالتعاون مع الهيئة ومديرية الدفاع المدني سيطرت على الحريق في 28 دقيقة. وذكر أن هناك دولاً نفطية تأثرت اقتصاداتها بانخفاض النفط، وهناك دول أخرى في المنطقة غير واضحة بالنسبة إليهم، وليس لدى «سابك» حالياً أي خطط للتوسع في المنطقة، لافتاً إلى أن الشركة مستمرة في إنتاج الحديد، على رغم تراجع أسعاره، خدمة للاقتصاد الوطني على رغم أن خفض الإنتاج في مصلحة الشركة. وعزا انخفاض أرباح الشركة للربع الأخير من عام 2015 مقارنة بالفترة نفسها من 2015 إلى الانخفاض الحاد في أسعار منتجات المعادن. وكانت الشركة أعلنت، أول من أمس، نتائجها المالية، للربع الأخير من العام الماضي، والتي أظهرت تراجعاً بنسبة 29 في المئة بأرباح الربع الأخير إلى 3.1 بليون ريال، مقارنة مع 4.36 بليون ريال للربع المماثل من العام نفسه. وأرجعت الشركة في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية (تداول) الأحد الماضي، تراجع صافي ربح الربع الحالي، مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق إلى «انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات مع انخفاض حاد في أسعار بيع منتجات قطاع المعادن. وبلغت خسائر قطاع المعادن 1.1 بليون ريال سعودي، علماً أن هنالك انخفاضاً في كلفة المبيعات، إضافة إلى تسجيل مخصص خسائر انخفاض في قيمة آلات ومعدات شركة ابن رشد، وهي شركة تابعة بمبلغ 781 مليون ريال سعودي، وبلغت حصة «سابك» منها 375 مليون ريال.