فاقت الثروات التي راكمها واحد في المئة من أثرى أثرياء العالم العام الماضي، ما يملكه ال99 في المئة المتبقين، وفقاً لمنظمة «أوكسفام» البريطانية غير الحكومية، مع اقتراب موعد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وأشار تقرير المنظمة بعنوان «اقتصاد في خدمة واحد في المئة»، الذي نُشر قبيل انطلاق «منتدى دافوس» غداً، إلى أن «الفارق بين المجموعة الأكثر ثراء وبقية السكان، تعمق في شكل كبير خلال الشهور ال12 الماضية». ولفت إلى أن المنظمة «رجحت امتلاك واحد في المئة من السكان أكثر من بقية سكان العالم هذه السنة، لكن ذلك تحقق العام الماضي قبل سنة مما كان متوقعاً». وعن اتساع الفارق، أوضحت المنظمة أن «62 شخصاً يملكون ما يساوي ما يملكه النصف الأشد فقراً من سكان العالم»، في حين كان «هذا الرقم 388 قبل خمس سنوات». ودعت المنظمة المشاركين في «منتدى دافوس» إلى التحرك لمواجهة هذا الوضع. وقال مانون أوبري المكلف مسائل العدالة الجبائية والفوارق لدى «أوكسفام فرنسا» في بيان، «لا يمكننا الاستمرار في ترك ملايين الأشخاص يعانون من الجوع، في وقت تتكدس فيه الموارد التي يمكن أن تساعدهم بين يدي بعض الأشخاص في أعلى السلم». واستناداً إلى «أوكسفام» حصل «النصف الأشد فقراً من البشرية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، على أقل من واحد في المئة من الزيادة في الثروات العالمية، في حين تقاسم الواحد في المئة من الأكثر ثراء نصف هذه الزيادة». ولمواجهة اتساع الفوارق، حضّت «أوكسفام» على إنهاء «عصر الجنات الضريبية»، مشيرة إلى أن «لدى 9 من عشر مؤسسات ضمن الشركاء الاستراتيجيين» للمنتدى الاقتصادي العالمي، وجود في جنة ضريبية واحدة على الأقل». ورأت مديرتها العامة ويني بيانيما، التي ستشارك في المنتدى، ضرورة «مطالبة الحكومات والشركات والنخب الاقتصادية الحاضرة في دافوس بالتعهد لإنهاء عصر الجنات الضريبية، التي تفاقم الفوارق العالمية وتمنع مئات ملايين الأشخاص من الخروج من الفقر». إلى ذلك، أظهر استطلاع أن «أربعة من بين كل عشرة شبان يعتقدون أن الماكينات سيكون في وسعها تأدية عملهم خلال عشر سنوات». واعتبر نصف العاملين من الشبان الذين شاركوا في الاستطلاع في الدول الغربية، أن «التعليم الذي تلقوه لم يؤهلهم للقيام بأعمالهم». وظهرت هذه الفجوة في المهارات والتي بدت تحديداً في أوروبا خلال استطلاع شمل 9 آلاف شخص تراوحت أعمارهم بين 16 و25 عاماً في تسع من أكبر دول العالم، وأشرفت عليه شركة «إنفوسيس» الهندية المتخصصة بالأعمال التجارية وخدمات البرمجيات. وقال نحو 80 في المئة على مستوى العالم إن «عليهم تعلم مهارات جديدة لم يتعلموها في المدارس، فيما حتّم التغير التكنولوجي السريع المتمثل في خطر تفوق أجهزة الروبوت والأنظمة الذكية عليهم، ع الاستمرار في اكتساب مهارات جديدة». وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «إنفوسيس» فيشال سيكا، أن التكنولوجيا «تطورت أسرع مما كان متصوراً منذ عشر سنوات فقط، فيما لا تزال أنظمة التعليم مرتبطة بممارسات وضعت أساساً لمجتمعات زراعية عاشت قبل 300 سنة».