دعت وكالة الإغاثة الدولية (أوكسفام) الدول المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التفاوت الواسع في الثراء، وأشارت إلى أن ثروة نصف سكان العالم تملكه الآن مجموعة صغيرة من الناس لا تتجاوز عدد ركاب حافلة من طابقين. وقالت المنظمة الخيرية البريطانية إن النخب الغنية «حيّدت السلطة السياسية للتلاعب في قواعد اللعبة الاقتصادية، وتقويض الديمقراطية، وخلق عالم يمتلك فيه 85 رجلاً من أغنى الناس ثروة نصف سكان العالم». وتابعت «كما أن فجوة عدم المساواة آخذة في الاتساع في كل من البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، وبشكل يساعد الأثرياء على الإصرار على تبنى سياسات تعزز مصالحهم على حساب الجميع». واشارت في تقريرها إلى أن أغنى الأفراد والشركات في العالم «يخفون تريليونات الدولارات بعيداً عن رجال الضرائب وفي شبكة من الملاذات الضريبية في جميع أنحاء العالم قُدر بأن حجمها يصل إلى 21 تريلون دولار». ودعت أوكسفام الدول المشاركة في دافوس إلى «التعهد بفض ضرائب تصاعدية على الأثرياء وعدم تسهيل إجراءات تفادي الضرائب المتاحة لهم، ومنعهم من استخدام ثرواتهم للحصول على امتيازات سياسية تقوّض الإرادة الديمقراطية لمواطنيها». كما دعتها للإعلان عن «استثماراتها في جميع الشركات والصناديق الاستثمارية التي تُعتبر هي صاحبة المنفة في نهاية المطاف، ومطالبة الحكومات باستخدام الايرادات الضريبية لتوفير الرعاية الصحية الشاملة والتعليم والحماية الاجتماعية للمواطنين، ومطالبة الشركات التي تملكها أو الخاضعة لسيطرتها بدفع رواتب كافية لسد الاحتياجات المعيشية للموظفين». وقالت، ويني بيانيما، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام «من المذهل في القرن الحادي والعشرين أن نصف سكان العالم، أي ما يعادل 5ر3 مليار شخص، لا يملكون ثروة تفوق ما تملكه نخبة صغيرة لا تتعدى عدد ركاب حافلة من طابقين». واضافت بيانيما «لا يمكننا أن نأمل في كسب المعركة ضد الفقر دون معالجة عدم المساواة، لأن اتساع فجوة التفاوت تخلق دائرة مفرغة تتركز فيها الثروة والسلطة على نحو متزايد في أيدي عدد قليل، وتترك بقية الناس تكافح من أجل البقاء».