أثارت زيارة الداعية المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر وجدي غنيم إلى الخرطوم، جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية وقلقاً في القاهرة، في حين حمّل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أحزاب معارضة مسؤولية تعطيل الحوار الوطني الهادف إلى تحقيق مصالحة في البلاد، مشترطاً عليها تخليها عن سعيها لإطاحة النظام، مقابل منحها حرية تنظيم النشاطات. وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الموجود في الكويت حالياً أنه سيثير مسألة استقبال غنيم في الخرطوم مع نظيره السوداني علي كرتي على هامش أعمال القمة العربية. ورأى فهمي أن هناك اهتماماً سودانياً بتنشيط العلاقة مع مصر رغم الخلافات حول أمور عدة، موضحاً أن ملفات أخرى قد تشهد تحولاً على الأرض خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف أن العلاقة بين الخرطوموالقاهرة في طريقها نحو تحسن وتحول قد يستغرق انجازه نحو 6 أشهر أو عاماً كاملاً. وتابع: «الطريق بدأ يفتح وقد نتعثر، إنما هناك رغبة على الأقل بأن نسير على الطريق. ومن السابق لأوانه أن نقول الآن متى سنصل الى آخره». وتعرض غنيم، الذي يزور السودان حالياً قادماً من قطر، لانتقادات حادة من عدد من المصلين السودانيين، في أحد مساجد العاصمة الخرطوم ليل أول من أمس، عقب محاضرة ألقاها، حيث وجه أحد شيوخ المصلين اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين، معتبراً إياهم السبب في ما آلت إليه أحوال المسلمين في العالم. وقال: «أنتم تسعون إلى الحكم والسلطة»، ما استدعى تدخل بعض مريدي غنيم لمنعه من الحديث. واضطرت إدارة المسجد إلى إطفاء الأنوار عقب صلاة العشاء مباشرةً، خشية تفاقم الأحداث، بخاصة بعد ازدياد حالة الهرج داخله. وشن وجدي غنيم هجوماً حاداً خلال محاضرة ألقاها على السلطة الحاكمة فى مصر. وقال مدافعاً عن «الإخوان» والرئيس المعزول محمد مرسي: «مرسي راجع راجع، وهو الرئيس الشرعي». ووجه انتقادات لاذعة الى الإعلام المصري واصفاً القيمين عليه بأنهم «أولياء الشيطان» الذين خربوا عقول وقلوب المصريين. وقال: «إن خطأ الرئيس مرسي أنه لم يقضِ على تلك الفئة الضالة الفاسدة». من جهة أخرى، حمّل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أحزاب الشيوعي والبعث والمؤتمر السوداني، المعارِضة، مسؤولية تأخير الحوار الذى دعا إليه الرئيس عمر البشير. وجدد الحزب الحاكم دعوته أحزاب المعارضة إلى الجلوس معه وطرح رؤاها في ما يتعلق بالحوار وآلياته وأجندته. وأوضح وزير الدولة للإعلام ياسر يوسف، أن البشير التقى 57 حزباً خلال الايام الماضية، مشيراً إلى وجود توافق من قبل بعض القوى السياسية حول آلية وأجندة الحوار. وقال يوسف إن حزبه يسعى لإشراك كافة الأحزاب في عملية الحوار، منوهاً بتجاوب أغلب القوى السياسية مع الدعوة للحوار. وأضاف: «ننتظر مواقف ايجابية من الحزب الشيوعي وحزب البعث وحزب المؤتمر السوداني». كما اشترط الحزب الحاكم على المعارضة التخلي عن سياسة إسقاط النظام والاستقواء بالأجنبي ودعم المتمردين المسلحين وقبول الحوار، مقابل منحها حرية العمل السياسي وإقامة الندوات الجماهيرية في الميادين العامة. وأكد الحزب أن دعوته إلى الحوار لا تعني الفوضى. وسخر المسؤول السياسي للحزب الحاكم في ولاية الخرطوم عبد السخي عباس من مطالب المعارضة للحكومة باحترام الدستور. وقال: «نحن لسنا هبلاً لنسمح للمعارضة بإسقاط النظام بإذن منا من خلال السماح لها بإقامة ندواتها في الميادين العامة».