اتهمت الخرطوم، أمس، جهات مصرية مناوئة لها بالسعي إلى تخريب علاقتها مع القاهرة، ونفت في شدة وجود أي اتصالات بين الرئيس عمر البشير والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، فيما حمل تحالف المعارضة في شدة على الحكومة بعد منع السلطات سفر قيادات منه إلى جنيف للمشاركة في حوار مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية». ونفى رئيس لجنة الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان محمد حسن الأمين في تصريحات أمس ما راج عن ضبط السلطات المصرية أسلحة قادمة من السودان لدعم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، واتهم جهات مصرية مناوئة للحكومة السودانية والتوجه الإسلامي بمحاولة الايقاع ما بين السودان وحكومة الوضع الجديد في مصر، باشاعة «افتراضات خاطئة» عن وجود دعم ورسائل من السودان إلى جماعة «الإخوان». وأكد تعامل السودان مع الوضع الجديد فى مصر على رغم العلاقة القوية مع نظام مرسي. وقال: «إننا سنتعامل مع مصر كمصر». وتابع: «كنا نتمنى لو اتيحت له (مرسي) الفرصة لمزيد من العطاء». لكنه عاد وقال إن الارهاصات في مصر لا تنبئ بما سيحدث في الغد القريب. وكشف الأمين عن تغييرات كبيرة خلال المرحلة المقبلة يرتب لها «المؤتمر الوطني» الحاكم خصوصاً في المرحلة التي تسبق اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في العام 2015. لكنه قلل من تأثير الأحداث في مصر على التقارب ما بين الفرقاء الاسلاميين في السودان، وأكد أن نظرة حزبي «المؤتمر الوطني» الحاكم و «المؤتمر الشعبي» المعارض بزعامة حسن الترابي لقضية مصر لا تعني وقوفهما على خط واحد. ولم يستبعد حدوث تقارب بين هذين الحزبين لجهة أن الفكرة واحدة لكل منهما. ويأتي ذلك بعد لقاء جمع الرئيس عمر البشير وحليفه السابق زعيم حزب «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي فى مناسبة عزاء. ووصف المسؤول السياسي ل «المؤتمر الشعبي» كمال عمر، خلال مؤتمر صحافي أمس، إشارة محمد الحسن الأمين إلى وحدة محتملة للإسلاميين - في حزبي البشير والترابي - في الانتخابات المقبلة بأنها أشواق أكثر منها حقيقة، قائلاً إن خلافات الاسلاميين قامت على قضايا الحرية والديموقراطية. إلى ذلك، أعلن تحالف المعارضة انه يعتزم لقاء سفراء غربيين معنيين بالشأن السوداني في الخرطوم لإبلاغهم بمنع السلطات وفد التحالف من السفر إلى جنيف للمشاركة في حوار ينظّمه مركز الحوار الإنساني في جنيف بين المعارضة ومتمردي «الجبهة الثورية»، موضحاً أنه قد يضطر إلى اجراء الحوار عبر دائرة تلفزيونية مغلقة («فيديو كونفرنس») أو تأجيله. وانتقد المتحدث الاعلامي باسم تحالف المعارضة كمال عمر في مؤتمر صحافي أمس منع المعارضة من البحث عن وسائل سلمية والتحاور مع «الجبهة الثورية» واتهم تياراً يسيطر على مفاصل القرار داخل الحزب الحاكم بعرقلة سفر وفد المعارضة لافشال عملية الحوار بين القوى السلمية والمسلحة. وقال ان التحالف سيجري لقاءات مع سفراء الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا والقائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم لابلاغهم بأن الحكومة تعرقل الحوار حول مستقبل الحكم والاتفاق على فترة انتقالية مع «الجبهة الثورية». وقال إن التحالف أجرى اتصالات مع وفد «الجبهة الثورية» الذي وصل إلى جنيف بقيادة ياسر عرمان والتوم هجو ومني أركو مناوي ومنصور ارباب ونصر الدين الهادي. وكانت سلطات مطار الخرطوم منعت الأحد وفداً من تحالف المعارضة من السفر إلى جنيف، ويضم الوفد صديق يوسف وكمال عمر الأمين وإبراهيم الشيخ وانتصار العقلي وعبدالجليل الباشا. وأبلغ قادة المعارضة بالمنع من السفر بعد أن اكمل الوفد إجراءات الإقامة والتأشيرات وقبل المغادرة أخطرتهم سلطات المطار بأن الوفد محظور من السفر خارج البلاد لأسباب لم تفصح عنها. من جهة أخرى، قالت تنزانيا إنها ستطالب بتفويض أقوى لقوات حفظ السلام الدولية في دارفور بعد مقتل سبعة من جنودها واصابة 17 آخرين في مكمن السبت الماضي. وعبّر رئيس تنزانيا جاكايا كيكويتي عن حزنه لمقتل الجنود التنزانيين في البعثة الأممية. وقال الناطق باسم الجيش التنزاني كابامبالا مجاوي للصحافيين في دار السلام العاصمة التجارية لتنزانيا: «نجري اتصالات مع الأممالمتحدة بشأن إمكان تعزيز تفويض قوات حفظ السلام في دارفور، لتمكين جنودنا من حماية أنفسهم ضد الهجمات». وأضاف: «نريد أن تكون قواتنا في دارفور قادرة على استخدام القوة، لفرض السلام والدفاع عن نفسها، في مواجهة أي مكامن ينصبها المتمردون في المستقبل». وقالت تنزانيا إن 36 فرداً من قوتها، التي تضم جنوداً ورجال شرطة، تعرضوا الى مكمن نصبه متمردون على بعد نحو 20 كيلومتراً من خور أبشي في جنوب دارفور. وقتل في الهجوم 7 وأصيب 17 بجروح. وعُيّن جنرال تنزاني الشهر الماضي ليتولى قيادة قوة حفظ السلام المشتركة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي («يوناميد») في السودان. وتشارك تنزاينا في البعثة بقوة قوامها 875 جندياً. رجل أصيب في مواجهات بين جيش جنوب السودان وقبائل متناحرة يتحدث بالهاتف في المستشفى الذي يعالج فيه في بلدة بور.