تعتزم تركيا إنشاء انبوب ينقل حوالى 10 بلايين متر مكعب من الغاز الطبيعي من كردستان العراق إليها بهدف تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، خصوصاً بعد الأزمة التي شهدتها العلاقات بين البلدين عقب اسقاط تركيا نهاية العام الماضي طائرة روسية على الحدود مع سورية. ونقلت "وكالة "تريند" الإخبارية المتخصصة في شؤون منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى، عن البروفيسور في جامعة "حيفا" اماتزيا بارام إشارته إلى أن الانبوب الذي من المقرر ان يبلغ طوله 181.5 كيلومتر، "قد يكون استثماراً مربحاً، خصوصاً ان المشاريع الاستثمارية في المناطق الأخرى من العراق ليست فاعلة". ولفتت الوكالة إلى أن تركيا تستعد إلى إقامة مناقصة في التاسع من شباط (فبراير) المقبل في انقرة يُسمح فيها للشركات المحلية والعالمية بالمشاركة، موضحة أن من المقرر الانتهاء من المشروع خلال حوالى عامين. ويأتي المشروع ضمن محاولات تركيا التي كانت ثاني أكبر مستورد للغاز الروسي بعد المانيا العام 2014، خفض اعتمادها على روسيا في هذا المجال من الطاقة. وكانت تركيا استوردت بين 25 إلى 27 بليون متر مكعب من الغاز الروسي خلال الأعوام الأربع الماضية، ما يشكل بين 55 و 58 في المئة من إجمالي حاجتها من الغاز. وفي سياق متصل، تعتزم حكومة اقليم كردستان العراق التي تواجه مشكلات اقتصادية كبيرة في ظل انخفاض سعر النفط، وقف تسليم الحكومة المركزية شحنات نفطية، في مقابل حصولها على 17 في المئة من الموازنة الفيديرالية العراقية. ونقل موقع "بلومبرغ" عن رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في برلمان الاقليم النائب عزت صابر اسماعيل قوله إن الاقليم اتخذ هذا القرار خصوصاً لأن الحكومة الاتحادية لم تلتزم دفع حصة الاقليم من الموازنة العامة في العام الماضي، مضيفاً أن "أسعار النفط منخفضة، وايرادات الحكومة المركزية في 2015 بلغت حوالى 50 بليون دولار حداً أعلى، أي نصف ما كان متوقعاً". وزاد: "في حال سلم الاقليم الحكومة المركزية ال 550 الف برميل يومياً المتفق عليها، فإن بغداد لن تتمكن من دفع النسبة المستحقة للإقليم من الموازنة، أي حوالى بليون دولار شهرياً". يذكر أن حكومة اقليم كردستان، شمال العراق، تعمل على تطوير المخزونات النفطية في الأراضي التي تديرها، في وقت أشارت بيانات لشركة "بريتش بتروليوم" إلى أن هذه المخزونات قد تبلغ حوالى 45 بليون برميل، أي ما يعادل ثلث الحقول النفطية في العراق.