يستحوذ القطاع العقاري وقطاع الطاقة على الحصة الأكبر من التركيز والاستثمار الحكومي الخاص بتطوير المعايير والاشتراطات والمواصفات التي تضبط قواعد الإنشاء والبناء لدى معظم دول المنطقة، التي هي بأمس الحاجة إلى مثل هذه المعايير وضرورات تطويرها وإدخال كل ما هو جديد عليها. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى «أن دول المنطقة معروفة بظروفها المناخية الصعبة، وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف، وما تواجهه من انخفاض للمخزونات المائية واستهلاك مرتفع من الطاقة الكهربائية، وبالتالي لا بد من الاستثمار المستمر على هذا الجانب لضمان كفاءة وفعالية الاستهلاك وتحسين الجوانب البيئية التي تعتبر ثروة بحد ذاتها». وأضاف: «تشهد دول المنطقة حراكاً نشطاً على هذا الصعيد، إذ أطلقت وزارة البيئة القطرية النسخة الخامسة من مواصفات قطر للإنشاء، والتي تضم حزمة من المعايير والاشتراطات الخاصة بالإنشاء والبناء في قطر على مستوى الأبراج السكنية والتجارية ومشاريع البنية التحتية». ولفت إلى أن»المتطلبات الجديدة الخاصة بمواد البناء الأولية تشمل قواعد البناء الخضراء والاستدامة ومقاومة الزلازل والرياح ومواصفات العزل لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والمياه، في المقابل تنتظر دولة الإمارات صدور قانون لترشيد استهلاك الطاقة، إذ تعكف وزارة الطاقة على إعداده بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه، ويستهدف وضع حد لإهدار الطاقة وترشيد الاستهلاك بما لا يقل عن 30 في المئة بحلول عام 2021». واستعرض التقرير أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع، ففي السعودية تعاقدت شركة «أرامكو السعودية» مع مجموعة صينية للمساعدة في تعزيز طاقة خط أنابيب الغاز الرئيس الذي يمر عبر المملكة ويعود إنشاؤه إلى سبعينيات القرن الماضي، بهدف تحسين إمدادات الطاقة إلى الصناعات في غرب البلاد. وتوقعت مصادر في قطاع النفط أن شركة «أرامكو» ستبدأ جزئياً تشغيل محطتها الجديدة للغاز في واسط في الربع الأول عام 2015، على رغم بعض الصعوبات المرتبطة بالأعمال الإنشائية. وستكون محطة واسط من أكبر محطات الغاز التي لا ترتبط بآبار النفط التي أنشأتها «أرامكو» السعودية، وستكون قادرة على معالجة 2.6 بليون قدم مكعبة يومياً من الغاز غير المصاحب من حقلي الحصبة والعربية البحريين. وأكدت شركة «سايبم» الإيطالية للخدمات النفطية فوزها بعقود قيمتها نحو بليوني دولار في مجالات الأعمال الهندسية والإنشائية والحفر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأرست شركة «أرامكو» السعودية على «سايبم» عقود الأعمال الهندسية والإنشائية لزيادة الإنتاج من ثلاثة حقول نفط برية. وفي الإمارات، أعلنت شركة «دانة غاز» استلامها 307 ملايين درهم (83 مليون دولار) مستحقات مالية، إذ حصلت على 174 مليون درهم من مصر، منها 133 مليون درهم لتسديد المستحقات المتأخرة لمزودي الخدمات للعمليات في مصر، و40.7 مليون درهم تمويل لاتفاق زيادة إنتاج الغاز الذي أعلن عنه أخيراً. وحصلت الشركة أيضاً على مقدم مقداره 66.6 مليون درهم كجزء من حصتها البالغة 40 في المئة من المشروع المشترك مع «بيرل بتروليوم» في إقليم كردستان- العراق بعد بدء مبيعات «بيرل بيتروليوم» للمكثفات وغاز البترول المسال الذي يمثل مبالغ نقدية مضمونة مقابل تسليم منتجات الشركة في المستقبل. ويعتزم إقليم كردستان- العراق زيادة طاقة خط أنابيب تمتد إلى تركيا إلى 700 ألف برميل يومياً بعد أعمال تطوير. وسيضخ الخط 400 ألف برميل يومياً نهاية السنة مقارنة ب280 ألف برميل يومياً الآن، ما يزيد الضغط على الأسعار العالمية التي أضيرت بالفعل جراء زيادة الإمدادات. ومضت حكومة كردستان قدماً في خطط توسيع طاقة ضخ النفط متجاهلة معارضة بغداد لتصدير الإقليم النفط. وفي الكويت، طرحت شركة «نفط الكويت» مناقصة لبناء ثلاثة مراكز تجميع في منطقة العمليات شمالي الكويت. وطرحت المناقصة في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على أن يكون آخر موعد لتقديم العروض 4 كانون الثاني (يناير) المقبل.