انطلاقاً من دورها في درس قضايا العالم المختلفة والعمل على معالجة الأمور الأكثر إلحاحاً، تشارك الجامعة الأميركية في القاهرة المجتمع المدني عبر استخدامها البحث العلمي في ربط الشركات الناشئة بشبكة خريجيها، ما يمنحها دور الحاضنة للابتكار والتعليم وإدارة الأعمال. وفي سياق تعزيز هذه الشراكة، دشّنت «الجامعة الأميركية في القاهرة» أخيراً حاضنة الأعمال «أيه يو سي فينتشر لاب» AUC Venture Lab التي أطلقها «برنامج ريادة الأعمال والابتكار» في كلية إدارة الأعمال في الجامعة نفسها. ويلقى البرنامج رعاية من شركة «سوديك» و»البنك العربي الأفريقي الدولي». ويشار إلى أن هذه الحاضنة العلميّة هي الأولى التي تطلقها جامعة في مصر، بهدف التعامل مع الأعمال مباشرة. الجدوى التجارية تتركّز مهمة «أيه يو سي فينتشر لاب» على تسويق التكنولوجيا والابتكارات الخاصة بالشركات المصرية الناشئة، بهدف جعلها مشاريع مجدية تجارياً. وفي حزيران (يونيو) الماضي، فازت ست شركات مصرية ناشئة في مسابقة حاضنة الأعمال «أيه يو سي فينتشر لاب». ويذكر أن هذه الحاضنة تتيح للشركات الناشئة الاستفادة من المرافق المتميزة للجامعة الأميركية في القاهرة، إضافة إلى قاعدة الجامعة المعلوماتية، كما تربط هذه الشركات بشبكة خريجي الجامعة، ما يوفّر مجالاً متوازناً وحاضناً للابتكار والتعليم وإدارة الأعمال معاً. في هذا الصدد، أعربت رئيسة الجامعة الأميركية في القاهرة ليسا أندرسون عن اقتناعها بأن حاضنة «أيه يو سي فينتشر لاب» «تتيح الفرصة لرواد الأعمال الشباب كي يعرضوا أفكارهم التجارية المبتكرة، والحلول الأكثر جدوى في التعامل مع المشاكل الملحّة في المجتمع المصري، إضافة إلى البعد العالمي لهذه الابتكارات». وأضافت: «تفخر الجامعة بأنها توفّر منظومة من الإرشاد والدعم، ما يتيح لهؤلاء الشباب الموهوبين الفرصة لتحويل أحلامهم إلى حقيقة». ومن الشركات التي احتضنها مشروع الجامعة الأميركية، شركة «مُبصِر» التي تعمل على تكنولوجيا متطوّرة للمعاقين بصرياً. إذ يعتمد مشروعها الأول «سيانسي في» على استعمال أداة توجيهية يرتديها المكفوف فتُمكّنه، عبر الهاتف الذكي أو كومبيوتر للجيب، من معرفة العوائق الموجودة أمامه. إذ يرسل الجهاز موجات اهتزازيّة إلى سوار يضعه مستعمل الجهاز، كما تصل المعلومات عبر سماعة تستخدم «البلوتوث»، إلى أذن المكفوف. وفازت شركة «مُبصر» أخيراً بالمركز الأول في مسابقة « أي تو بي» I2P ، التي ترمز إلى الأفكار القابلة للتصنيع. نُظّمَت المسابقة في البرازيل. وتنافست فيها فرق من إنكلترا، وإرلندا وألمانيا والبرازيل والولايات المتحدة. حلول علميّة للألغام في السياق عينه، تبرز شركة «كاشف» التي تعمل على تطوير المركبات الهوائية بهدف الكشف عن الألغام. وطُوّرَت هذه الشركة عبر حاضنة «أيه يو سي فينتشر لاب»، فدخلت عالم الأعمال المرتبطة بالتكنولوجيا. ويشار إلى أن الأراضي المصرية تحتوي على 23 في المئة من الألغام الموجودة في العالم، بمعنى أنه يوجد سوق كبير لهذا المنتج. ونافست شركة «كاشف» أخيراً في مسابقة «تحدي إنتل العالمي» Intel Global Challenge التي استضافتها جامعة كاليفورنيا، في «بيركلي». في هذا السياق عينه، تأتي شركة «سمارت نيوز»، وهي تقدم تطبيقاً للأخبار المحلية لكل دولة، ينفرد بمنح فرصة لكل فرد بأن يشارك غيره في أخبار، ما يعزّز ظاهرة «صحافة المواطن» Citizen Journalism. وتناول هذا الموضوع الأستاذ المساعد وأستاذ «كرسي عبد اللطيف الجميل لريادة الأعمال» في الجامعة الدكتور أيمن إسماعيل، فقال: «تعتبر هذه أحدث جهودنا في الجامعة الأميركية في القاهرة، في مجال تمكين رواد الأعمال، واحتضان الأفكار المبتكرة، وملء الفراغات في نظام ريادة الأعمال الناشئة في مصر. يتمثّل هدفنا في الاستخدام الأمثل لرأس مال الجامعة الفكري وإمكاناتها المتميّزة، إلى جانب اختيار قليل من الشركات الناشئة ثم العمل على تحويلها شركات ذات ثقل في عالم الأعمال المتّصِلَة بالتكنولوجيا». وأوضح إسماعيل أن 58 في المئة من سكان مصر تحت سن 25 عاماً، ما يدفع إلى الاعتقاد أن مصر تحتاج إلى ما يوازي مئة ضعف ما تقدمه الجامعة الأميركية في القاهرة، كي يثمِر هذا النوع من الجهود. وأضاف: «لا أعتقد أن الأفكار تنضب. وإذا تمت ترجمة تلك الأفكار إلى منتجات وخدمات، ينعكس ذلك إيجابيّاً على الاقتصاد». وأشار إسماعيل إلى أن الإبداع وريادة الأعمال هما الحافزان للتنافسيّة في الاقتصاد المصري، مع توفير فرص عمل وزيادة معدلات النمو الاقتصادي. كما أعلن إسماعيل بدء الدورة الثانية الجديدة ل «أيه يو سي فينتشر لاب» خلال آذار (مارس). وأوضح أنها تمتد أربعة أشهر، بهدف اختيار سبعة فرق لتحصل على إرشاد استراتيجي من أساتذة الجامعة.