في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، أُعلِنت نتيجة «تحدي إنتل العالمي للريادية» الذي استضافته جامعة «يو سي بيركيلي» في ولاية كاليفورنيا أخيراً. وللمرة الأولى يفوز فريق عربي بأحد المراكز الثلاثة الأولى في هذا التحدي، في ظل منافسة حادة مع الكثير من رواد الأعمال من 22 دولة، قدمت 28 مشروعاً تكنولوجياً. والفريق العربي الفائز، يمثل المنطقة العربية في المسابقة، التي نظمتها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالشراكة مع إنتل Intel وبالتعاون مع اليونيدو UNIDO، تحت مظلة الدورة السابعة لمسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية، حيث شاركت الفرق الثلاثة الأولى للمسابقة العربية، من مصر ولبنان واليمن إضافة إلى فريق من السعودية. ونجح الفريق العربي المصري «نانو - دايغ إكس» Nano - DiagX بقيادة الدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء في الجامعة الأميركية في القاهرة، في الفوز بالمركز الثالث عالمياً. وتمثّل مشروع هذا الفريق باختبار للكشف عن الفيروس الكبدي «سي» يرتكز على استعمال غبار نانوي من الذهب، اسمه «آتش سي في نانو - غولد» HCV Nano - Gold، يستطيع اكتشاف المرض في أقل من ساعة. وجرى اختيار الفريق العربي السعودي «فالي فييد» ValleyFeed ضمن أفضل خمس فرق ريادية مشاركة. وفي حديث إلى «الحياة»، تناول عزازي تفاصيل المشروع العربي الفائز، موضحاً أن تكلفة تشخيص الفيروس الكبدي «سي» الذي يعتبر من أبرز مشاكل مصر الصحية القومية، مرتفعة تماماً. وبيّن أن هذه التكلفة تدفع كثيراً من المرضى للإحجام عن إجراء الكشف المبكر عن هذا المرض. وأضاف أن اختبار النانو والذهب يفوق الاختبارات المستخدمة حاضراً، في الدقة. واستطرد قائلاً: «إن الاختبارات المستعملة في المختبرات حاضراً جرى صنعها باستخدام سلالات من فيروسات الكبد غير تلك الموجودة في مصر. من هنا جاءت الفكرة باستخدام جزئيات الذهب النانومترية». وبيّن عزازي أن محلول الذهب النانومتري يكون أحمر اللون، وعند إضافة عينة دم المريض، تتجمع غبارات الذهب حول الفيروس، ما يجعل المحلول يميل إلى اللون الأزرق. وقال: «جرت مقارنة دقة هذا الاختبار مع الآلات المتطوّرة التي تُشخص الفيروس عبر البحث عن تركيبه جينياً. وجاءت النتائج متقاربة. في المقابل، تبلغ تكلفة اختبارنا قرابة 5 دولارات، في حين أن التحليل بواسطة الآلات المتطوّرة يكلف 140 دولاراً. ولا يتطلب اختبارنا من الوقت ما يستلزمه الفحص بواسطة الآلات المتطوّرة. كما لا يحتاج استعماله في المختبرات، اللجوء إلى أية أدوات، ما يتيح استخدامه في المناطق الريفية والنائية». وتابع عزازي: «نسعى حالياً لتطبيق الاختبار على ألف مريض، إضافة إلى الحصول على موافقة من «مكتب الأغذية والأدوية» الأميركية، كي يجرى تسويقه عالمياً. وأثناء المسابقة، حدث تواصل مع كثير من الشركات الأميركية، منها شركة «أباكسز» Apaxis. وجرى الاتفاق مبدئياً على المزاوجة بين الاختبار المصري في الكشف عن فيروس الكبد «سي»، والتكنولوجيا الأميركية التي تطبقها «أباكسز» في الأمر عينه. كما نسعى للحصول على موافقة وزارة الصحة المصرية على البحث، واعتماده في الكشف عن الفيروس في مختبراتها. وهناك تنسيق أيضاً مع «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» عن الاستمرار في تطوير البحث، بأمل التوصل إلى علاج يشفي من فيروس الكبد «سي». وأوضح عزازي أن البحث أُجري بتمويل من «مركز الشيخ يوسف الجميل للبحوث والتكنولوجيا» في الجامعة الأميركية في القاهرة. وقد أنشئ هذا المركز بتكلفة بلغت 8 ملايين دولار، قدّمها رجل الأعمال السعودي يوسف الجميل، وهو أحد خريجي الجامعة نفسها. يذكر أن مسابقة «تحدي إنتل العالمي» لعام 2011 انتهت بفوز فريق «غايتو» Gaitu من الصين بمشروع عن إضافة المؤثرات على الصور، من دون استخدام برامج كومبيوتر مُكلفة. وكان المركز الثاني من نصيب فريق «ماكسيجن» Maxygen من روسيا الاتحادية، بمشروع عن اختبار سريع وقليل التكلفة للحمض النووي في العيادات والمراكز الطبية. ونال الفائز بالمركز الأول 50 ألف دولار، والثاني 20 ألف دولار، الثالث 10 آلاف دولار.