أظهرت دراسات نشرت أخيراً أن العالم خسر خلال 40 عاماً وإلى الآن حوالى نصف ثروته الحيوانية لأسباب عدة، من بينها تجاوز معدلات الصيد لمعدلات المواليد في الحيوانات، بالإضافة إلى عمليات الإزالة للغابات. ووجد الباحثون في جمعية «علوم الحيوان» في لندن، أن الإنسان دمر مساحات واسعة من الأراضي والبحار والأنهار وقتل الحيوانات، خلف ذريعة البحث عن الطعام، وهي أمور لا يجب التغاضي عنها بعد الآن. وأشار تقرير، نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية على موقعها الإلكتروني، إلى ان طبيعة «البصمة البيئية» البشرية تميل إلى استخدام الموارد الطبيعية، اذ ارتفعت أخيراً عمليات قطع الأشجار قبل اكتمال نموها، واصطياد الأسماك، وعمليات ضخ المياه من الأنهار والمياه الجوفية التي تسببت بظاهرة «الاحتباس الحراري» والتي يعاني منها العالم حالياً، فضلاً عن تلوث السدود، وانخفاض أعداد الحيوانات البحرية بنسبة 40 في المئة، اذ شهدت عمليات الانخفاض في البلدان منخفضة الدخل والنامية. وقال البروفسور ومدير الدراسة كين نوريس «اذا مات نصف الحيوانات في حديقة لندن، ستجد الخبر يتصدر الصفحات الأولى من صحف لندن»، لافتاً إلى أن «الضرر الذي يصيب الطبيعة هو نتيجة اختيار الإنسان للحياة، إذ توفر الطبيعة للانسان جميع وسائل الرفاهية مثل الهواء النقي، الطعام، والمياه النظيفة». في حين أكد مدير العلوم السياسية في الجمعية، مايك بارات، أن «العالم فقد نصف الحيوانات على الارض بسبب دوافع بشرية، وحان الوقت إلى شن حملة لايقاف ذلك»، مضيفاً أنه «يجب حماية الأرض من عمليات التنمية وازالة الغابات، في حين يجب ان يتم انتاج المواد الغذائية والطاقة على نحو مستدام». وتشير التحليلات إلى أن «مؤشر الحياة على الكوكب» (وجود الكائنات الحية الاخرى على سطح الأرض)، انخفض إلى 10 آلاف في مجموعات الطيور والأسماك المختلفة التي كانت تغطي ثلاثة آلاف من مساحة الأرض، ما يعني وجود 45 ألفاً من الفقاريات المعروفة. فيما ذكر جوناثان بيلي، البروفيسور ومدير «جمعية حماية الحيوانات»، أنه «اذا تمكنا من التحرك للحد من الظاهرة، ستكون لدينا وسيلة آمنة ومستدامة في المستقبل»، محذراً أنه «في حال لم نتخذ موقفاً سريعاً، سينتهي بنا الافراط في استخدام الموارد إلى صراعات». وأضاف بيلي أن «تحليلات مؤشر الحياة كانت على حق»، إذ وافقت الأممالمتحدة على «اتفاق التنوع البيولوجي»، وهو اتفاق متعلق بالحفاظ على تنوع الكائنات البيولوجية من اجل تعزيز التنمية المستدامة. ويختم الرئيس التنفيذي ل «الصندوق العالمي للطبيعة»، قائلاً : «إن تسليط الضوء على حجم الدمار الذي يهدد الحياة الطبيعية، هو دعوة إلى الاستيقاظ والتعاون من أجل أهداف التنمية المستدامة، كما تعاونت دول العالم على اتفاق عالمي في شأن المناخ». يذكر أن الجفاف الذي ضرب ولاية كاليفورنيا الأميركية منذ أربعة أعوام، يهدد بعض الأنواع من الأسماك بالاندثار، مثل سلمون «شينوك»، ويقضي على أشجار كثيرة حاصداً 22 مليوناً منها حتى الآن، فيما دعت رئيسة منظمة «بيتا» الأميركية انغريد نيوكيرك، وهي أكبر جمعية مدافعة عن الحيوانات في العالم، إلى وضع حد للجرائم التي يرتكبها هواة الصيد.