تثار قضايا جدلية زراعية حيث أدى تصادم آراء خبراء زراعيين بتقليص مساحات منتجة تقلل أعباء إضافية على القطاعات الحيوية في وقت تعرف العلماء على ما يقرب من 1.4 مليون نوعٍ فريدٍ من النباتات على كوكب الأرض. ويؤدي سوء إدارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك إلى زيادة تفاقم هذه العملية تدميراً على تدمير، وفي الوقت نفسه، ونظراً لأن ما يزيد على 40 في المائة من سطح الأرض يتشكل من أراضٍ زراعية فإن أهمية التنوع البيولوجي في المزارع والحقول كواحد من الأمثلة لا تقل عن أهميته في مجاري الأنهار العميقة أو غابات قمم الجبال العالية. ويتكون هذا التنوع البيولوجي الزراعي والذي يتجادل العلماء حوله من عددٍ لا يُحصى من النباتات الزراعية ذات الخصائص المغذية والشفائية، وأصناف المحاصيل وأنواع الأحياء المائية ذات الخصائص التغذوية الخاصة، وأنواع الحيوانات المتأقلمة مع البيئات القاسية، والحشرات التي تلقح الحقول، والكائنات الدقيقة التي تعمل على تجديد التربة الزراعية. لكن التنوع البيولوجي وبحسب (الفاو) ونشرته على موقعها الالكتروني يتعرض للخطر داخل المزرعة أيضاً؛ حيث أنه نتيجةً للتحديث الزراعي ، والتغيرات التي تطرأ على الوجبات الغذائية والكثافة السكانية، أصبح النوع البشري يعتمد اعتماداً مطرداً على كميةٍ متناقصةٍ من التنوع البيولوجي الزراعي للحصول على إمداداته الغذائية، ويحتاج المزارعون والعلماء الزراعيون لمثل هذا التنوع من أجل تكييف النباتات وفقاً للظروف المتغيرة أو توسيع الإنتاج في مناطق جديدة لم تزرع في السابق. إذ أن التنوع الوراثي الخفافي للنباتات يملك المفتاح للغلال المحسنة وعلى الصعيد نفسه فقد أدى تدهور في تدمير الغابات المطيرة بزيت النخيل لمناطق تمتلك تنوعا بيولوجيا إلى ردود فعل عكسية. ورغم ذلك الجدل وفي رأي مغاير كانت دراسة نبهت إلى أن تدمير الغابات المطيرة الاستوائية يتم بمعدل أبطأ مما كان متوقعا. وكانت تلك القضية الشائكة قد دعت شخصيات عالمية للتحدث عنها فقد نقل عن ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز دعوته إلى وقف قطع الأشجار في غابات العالم المطيرة وهو ما سيكون أكبر إنجاز وإسهام متفرد في مكافحة آثار التغير المناخي. وذكر أنه لا بد أن يتم استحداث آليات لتعويض الدول الفقيرة ماليا من أجل منعهم من إنهاء غاباتهم المطيرة التي تعتبر "نظام تكييف" كوكب الأرض. وتشكل غابات ومستنقعات اندونيسيا مخازن ضخمة للكربون، وتحويلها إلى أراض زراعية يهدد التنوع البيولوجي المذهل، وقد يؤدي إلى إبادة قردة "أورانجوتان" وغيرها من الكائنات التي تحتضنها. وتُشكِّل الغابات وفق الفاو وعبر تقريرها الصحفي بَعضاً من أكبر بالوعات الكربون في العالم، إذ تختزن أكثر من 289 مليار طن من الكربون في الأشجار والنباتات.