عاد المتظاهرون المناهضون للحكومة في تايلاند إلى الشوارع اليوم، بعدما اختفوا عن الأنظار بضعة أسابيع، ما زاد الضغوط على رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا التي من المتوقع أن تواجه مساءلة قانونية خلال أيام. ومما شجّع المتظاهرين على التنازل حكم المحكمة الدستورية بطلان الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، ما أدى إلى تأجيل تشكيل حكومة جديدة وترك ينغلوك على رأس حكومة انتقالية بصلاحيات محدودة. وكانت الاحتجاجات المناهضة لينغلوك بدأت في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقتل 23 شخصاً وأصيب المئات في العنف السياسي قبل أن تتراجع الاحتجاجات هذا الشهر. لكن يبدو أن حكم المحكمة أعطى دفعة ثانية للاحتجاجات. والاضطرابات الأخيرة فصل جديد من فصول أزمة مستمرة منذ ثماني سنوات في تايلاند بين الطبقة المتوسطة والمؤسسة الملكية من جانب في مواجهة أنصار ينغلوك وشقيقها البليونير ورئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا من جانب آخر. وأطاح الجيش بتاكسين عام 2006 ويعيش الآن في المنفى لتجنب عقوبة السجن بتهمة الفساد. وهناك خطر متزايد من أن أنصار ينغلوك وشقيقها من أصحاب "القمصان الحمراء" قد يواجهون خصومهم في الشوارع لتغرق البلاد في حلقة جديدة من العنف السياسي. ويخطط أصحاب "القمصان الحمراء" لمظاهرة كبيرة في 5 نيسان (أبريل)، ربما في بانكوك ومن المتوقع أن يصبح المناخ السياسي مشحوناً للغاية في الأيام المقبلة. وستدافع ينغلوك عن نفسها في 31 آذار (مارس) أمام لجنة لمكافحة الفساد لتقصيرها في أداء الواجب في شأن سوء إدارة برنامج دعم الأرز الذي تسبب في خسائر فادحة. وإذا أوصت اللجنة بإقالتها فقد يعزلها مجلس الشيوخ الذي سيضم على الأرجح غالبية مناهضة لتاكسين بعد انتخاب نصف أعضائه في 30 آذار (مارس) الماضي. وفي إشارة إلى احتمال حدوث اضطرابات أغلق مئة من مؤيدي ينغلوك مداخل مكاتب لجنة مكافحة الفساد في شمال بانكوك بأكياس رمال اليوم اليوم، لمنع العاملين هناك من الدخول وأقامت الشرطة متاريس للحيلولة دون وقوع مواجهة بينهم وبين المحتجين المناهضين للحكومة الذين تجمعوا في مكان قريب. وقد يقدم إبطال المحكمة الدستورية للانتخابات وسيلة للخروج من المأزق السياسي إذا قرر الحزب الديموقراطي المعارض الرئيسي الذي قاطع انتخابات الثاني من شباط (فبراير) الماضي، أن يخوض انتخابات جديدة. ولكن الحزب حتى الآن لم يعط إشارة واضحة عن خططه في المستقبل. وقال زعيم الاحتجاجات سوتيب توجسوبان إنه سيقود مسيرة كل يوم هذا الأسبوع لحض أنصاره على الانضمام إلى مسيرة "حاشدة" في بانكوك السبت المقبل للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية قبل إجراء انتخابات جديدة.