قال المتظاهرون المناهضون للحكومة في تايلاند انهم سيصعدون احتجاجاتهم في محاولة لإجبار رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا على ترك منصبها والدفع من أجل إصلاحات انتخابية قبل إجراء الانتخابات العامة. واستأنف آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة التايلاندية مسيرتهم في بانكوك أمس الخميس حيث يطالبون باستقالة رئيسة الوزراء المؤقتة يينجلوك شيناواترا لافساح المجال لتشكيل حكومة خالية من المحسوبية والفساد. وغادر المتظاهرون، بقيادة نائب رئيس الوزراء السابق سوتيب تاوجسوبان، موقع احتجاجهم عند النصب التذكاري للديمقراطية في الحي الذي يوجد به مقر الحكومة بالمدينة في الصباح واتجهوا في مسيرة إلى طريق سوخومفيت المزدحم بالمنطقة السياحية في بانكوك. وفي وقت لاحق من يوم أمس قال المتظاهرون، والكثير منهم كانوا يطلقون الصافرات ويهتفون "يينجلوك ارحلي" و"لا نريد حكومة فاسدة"، إنهم يعتزمون القيام بمسيرة على طريق سوخومفيت ثم العودة إلى النصب التذكاري للديمقراطية في استعراض للقوة. وقال المشاركون في المسيرة إن بعض المحتجين يعتزمون الانفصال عن المظاهرة الرئيسية والتوجه في مسيرة إلى السفارة الأميركية احتجاجا على الدعم الأميركي الرسمي لحكومة يينجلوك. وكانت أعداد المتظاهرين في شوارع العاصمة قد تراجعت إلى نحو 2000 متظاهر خلال الاسبوع الماضي لكن زعيمهم توجسوبان دعا إلى مسيرات في الطرق الرئيسية بوسط بانكوك أمس واليوم يليها تجمع حاشد بعد غدٍ الأحد. وحشد سوتيب 160 ألف متظاهر حول مكتب ينجلوك قبل عشرة أيام عندما دعت لإجراء انتخابات مبكرة مطلع شهر فبراير في محاولة لنزع فتيل الازمة. وتبقى ينجلوك رئيسة وزراء مؤقتة. وسعى سوتيب إلى دعم الجيش المؤثر لكن ذلك لم ينجح حتى الآن. واطاح الجيش التايلاندي الذي كثيرا ما يلعب دورا في سياسة البلاد بشقيق ينجلوك تاكسين شيناواترا عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2006. وقال سوتيب للصحافيين "سنسير حتى يفوق عدد الأشخاص الذين ينضمون إلينا عدد أولئك الذين انتخبوا ينجلوك. سنسير حتى ينضم إلينا الجيش والموظفون في نهاية المطاف". ويدور الصراع السياسي المستمر في تايلاند منذ ثماني سنوات حول تاكسين وهو قطب اتصالات سابق يتمتع بشعبية جارفة بين ابناء الطبقة الريفية من الفقراء بسبب السياسات التي انتهجها حين كان في سدة الحكم. وحققت ينجلوك فوزا ساحقا في الانتخابات عام 2011 كما أن حزبها بويا تاي في وضع جيد يسمح له بالفوز مرة أخرى بسبب دعم تاكسين في المناطق الريفية كثيفة السكان في شمال وشمال شرق البلاد. واختار تاكسين أن يعيش في المنفى بعد فراره عام 2008 قبل أن يحكم عليه بالسجن لإساءة استغلال السلطة في محاكمة يقول انها ذات دوافع سياسية. وفضلا عن معارضة المؤسسة الملكية والجيش لتاكسين يرى بعض الاكاديميين انه شخص فاسد ينتهك حقوق الإنسان في حين يشعر ابناء الطبقة الوسطى بالسخط عليه ويرون ان حصيلة الضرائب التي يدفعونها تنفق على سياسات شعبية تصل إلى حد شراء الاصوات الانتخابية. واكتسب احتجاج سوتيب زخما في مطلع الشهر الماضي بعدما حاولت حكومة ينجلوك المضي قدما في مشروع قانون للعفو السياسي من شأنه أن يسمح لتاكسين بالعودة إلى البلاد.