العمالة... والأجور المتدنية يشتكي عديد من الجهات سواء كانت جهات رسمية أو خاصة، وكذلك عديد من المواطنين بشأن العمالة وتناثرها في كثير من المناطق للبحث عن العمل بشكل عشوائي وطرق غير رسمية ومن ذلك ما نلحظه من وجود تلك العمالة في الأسواق المزدحمة أو بجوار المستشفيات والمجمعات وغيرها من المواقع المأهولة بالمستهلكين أو المتسوقين. ولكن قبل أن نعرف سر ذلك الوجود الكبير أو تلك التظاهرة المتجمهرة، علينا أن نتعرف على الأسباب التي أدت إلى ذلك والتي جعلت تلك الفئة والشريحة المهمة في المجتمع توجد وتبحث عن العمل أي عمل كان وتلك نقطة خطرة في شريان المجتمع... أقول إن ما دفعهم إلى ذلك هو تدني أجورهم؛ فعندما نتمعن النظر في رواتب غالبية شرائح العمالة نجد أن المنطق لا يصدق ذلك، فهل تعلم عزيزي القارئ أن بعض العمالة وهم كثر يتقاضى راتباً شهرياً يقدر ب250 ريالاً، خصوصاً ممن يعملون في النظافة بالمستشفيات وغيرها من الجهات الحكومية الموقرة التي تستنكر بعض أفعال العمالة وسلوكياتهم الخاطئة في العمل المخالف للنظام، ومنهم أيضاً عمال النظافة في شوارعنا التي لا تخلو بطبيعة الحال من النفايات ليل نهار مع غياب الوعي والتعزيز لمفهوم نظافة البيئة الذي نفتقده بكل أسف، فهل من المعقول أن نلوم ذلك العامل المسكين الذي يتقاضى ذلك الأجر الزهيد الذي قد نصرفه في تسوق دقائق معدودة قد لا تتجاوز أصابع اليدين؟ وهل من المعقول أن نلقي باللوم على تلك العمالة الضعيفة بذلك الأجر البخس عندما نجدهم في ميدان غسيل السيارات والأعمال الأخرى التي لا تقل شأناً عن ذلك؟ ما المطلوب إذاً يا سادة؟ وفي أي مكان نتوقع أن نجد هؤلاء الضعفاء في الأرض، في أوقات فراغهم؟ عبدالله مكني - الباحة [email protected]