يشرع فندق الجليد في مقاطعة كيبيك الكندية أبوابه للمرة السادسة عشرة على التوالي، بين مطلع كانون الثاني (يناير) و28 آذار (مارس)، للوافدين من داخل كندا وخارجها. ويعتبر السياح المحليون الأجانب هذا المكان مغامرة ترفيهية للاستمتاع بفرادة تصميمه ورونق هندسته وجمال بنيانه كمعلم سياحي شتوي هو الأول من نوعه في أميركا الشمالية. وتؤكد الإدارة أن أكثر من مليون شخص زاروا المكان في الموسم الماضي. يعود بناء هذا الفندق الى العام 2001 واستوحي تصميمه من أكواخ سكان الإسكيمو المعروفة ب «ايغلو» (Igloo)، مع العلم أن السويد كانت السباقة في تشييد الفنادق الجليدية. ويُعاد تشييده سنوياً على مساحة 2500 متر مربع. ويحتاج الى نحو 30 ألف طن من الثلج و500 ألف طن من الجليد الصلب. ولا أثر فيه لغير ذلك من مواد البناء التقليدية. ومن لحظة دخول الزوار باحته الرئيسة، يسترعي انتباههم مشهد طبيعي تتفجر من بين صخوره جداول رقراقة تنساب مياهها العذبة بين متعرجات جليدية، وتحاكي بصفائها «عين الديك» وبإيقاعاتها الهادئة خرير السواقي. ويصف المدير الفني للفندق بيار لورو هذا المشهد بأنه «مصدر إلهام لعشاق الرومانسية، يطرد وساوسهم ويلقي بهمومهم الحياتية جانباً». أثناء تجوال الزوار في مرافق الفندق الجليدي وأجنحته وغرفه (عددها 44)، يرافقهم فريق من المرشدين ليزودهم ما يحتاجونه من معلومات وتوصيات وخدمات ونشاطات. فالملابس مثلاً، ينبغي أن تكون على ثلاث طبقات داخلية ووسطى وخارجية، ولا أثر فيها للأنسجة القطنية التي تخزّن الرطوبة. ويجب أن تكون كل الملابس مصنوعة من المواد الصوفية والجلدية الجافة العازلة للحرارة، إضافة الى اعتمار قبعات تحمي الأذنين، وشال يلتف حول الرقبة، وحذاء من المطاط السميك. أما الأسرّة فتُبنى على قاعدة عريضة من الجليد تعلوها طبقة من الخشب الصلب، وفراش مصنوع من الفرو والجلد. وعلى النائم أن يلفّ جسمه بكيس عازل للبرودة والصقيع، ويغتسل في حمامات جليدية يتوافر فيها الماء الساخن على مدار الساعة ويمارس ما يحتاجه للاسترخاء من تدليك وجاكوزي وسونا. علماً أن درجة الحرارة الداخلية في كل الغرف تحافط على معدل ثابت يتراوح بين 3 تحت الصفر و5 فوق الصفر. وتبدو جدران الفندق وممراته ومرافقه على شكل متحف فني مزيّن بمجموعة كبيرة من مكعبات وتماثيل ومنحوتات جليدية تشع منها أنوار تتلألأ كحبات الكريستال المرصّع بالألوان الزاهية. أما مرافق الخدمة، فتتوزع على صالة واسعة لاستقبال الضيوف والزائرين، وصالة لحفلات الرقص والموسيقى، ومطعم ومقهى، وصالة للأفراح والأعراس. أما خارج الفندق فيتوافر بعض النشاطات الترفيهية، كالتزحلق في الممرات المتعرجة وركوب العربات التي تجرها كلاب ورياضة التزلّج والهوكي وغيرها.