تشهد مونتريال مع مطلع العام الجديد، نقلة نوعية في السياحة الشتوية بعد تشييد أول مدينة من الثلج في الشمال الأميركي، فتحت أبوابها في 6 كانون الثاني (يناير) الجاري، على أن تقفل في 31 آذار (مارس) المقبل. وتأتي الأهمية السياحية للمدينة ليس لقربها من مونتريال أشهر المدن الكوزموبوليتية في كندا فحسب، وإنما لبنائها المدهش الذي لا أثر فيه، من الخارج والداخل، لغير «الإسمنت الكندي» المتميز بشدة صلابته وبياضه ولمعانه. أما فكرة المدينة، فهي كما يقول أحد مهندسي المشروع غي بيلانجيه «مستوحاة من النموذج الفنلندي، إنما على شكل مختلف لجهة جمالية التصميم والهندسة واتساع المساحة وتنوع الخدمات وتعدد النشاطات الفنية والترفيهية والثقافية التي تتماهى مع أجواء مونتريال إلى حد بعيد». منتجع شتوي عالمي تعد مدينة الثلج، التي بلغت تكاليفها 2,1 مليون دولار، نموذجاً فريداً من فنون العمارة الجليدية ومعلماً سياحياً ومنتجعاً شتوياً عالمياً. ويُتوقع أن يؤمّها، كما يقول المدير العام للمشروع كريستيان أوليه، حوالى 200 ألف سائح وزائر بينهم 20 في المئة من خارج كندا. وتضم فندقاً مؤلفاً من 30 غرفة مجهزة بأسرّة ذات قواعد جليدية مقاومة لأكثر من حرارة تصل إلى 31 درجة مئوية تحت الصفر، بالإضافة إلى حمّامات ساخنة و»سبا». كما تضم خمسة أكواخ قطبية (Igloos) بيضوية الشكل شبيهة ببالونات منفوخة شفافة، يبلغ قطر كل منها 12 متراً وارتفاعه 9 أمتار ومساحته 20 متراً مربعاً. وتضم أيضاً مطعماً ومقهى تتنوع فيهما الوجبات والمشروبات الساخنة، ومركزاً للمؤتمرات وصالة للترفيه وحفلات الرقص والموسيقى ومعرضاً فنياً للمنحوتات الجليدية، فضلاً عن كنيسة تقام فيها الصلاة أو مراسم الزواج أو الاحتفالات الدينية. وتستوعب المدينة حوالى 300 شخص وحرارتها الداخلية ثابتة بحدود خمس درجات فوق الصفر. وكان افتتاح المدينة حافلاً بالزائرين والسائحين الكنديين والأجانب، وسط ذهول هؤلاء ودهشتهم وإعجابهم. تقول السائحة الأميركية كيم أيفلين: «لم يدر في خلدي يوماً أن أتناول وجبة ساخنة في مطعم من جليد»، فيما تجد الصحافية الكندية جوزيه لافاليه «متعة لا تضاهى برؤية النار والثلج يتعايشان في موقد واحد». ويحاول رجل الأعمال الكندي ستيفان ماركو إقناع عائلته «بتمضية سهرة ممتعة وتجربة النوم على الأسرّة الجليدية». أما محيط المدينة الخارجي فهو أشبه بملعب فسيح تقام فيه النشاطات الرياضية والترفيهية الشتوية، للصغار والكبار، كالتزلج على الجليد وممارسة الهوكي وركوب عربات تجرها الكلاب والتزحلق في الممرات المتعرجة.