هي تجربة فريدة لن يتاح لك أن تخوضها في أي مكان من الأرض خارج الدائرة القطبية التي تطوق الجزء الشمالي من السويد، هناك في منطقة لابلاند، حيث يتغير مفهوم الليل والنهار ويصبح قانون التعاقب بينهما مختلفا عما نألفه نحن سكان الجنوب، فالشمس في هذه المنطقة الجليدية تغيب عن الأرض شهرين متتابعين في فصل الشتاء، ثم يخطر لها أن تسفر عن وجهها في غير موعدها «بعد منتصف الليل» لتبهج السياح المجتمعين في انتظار بزوغها بترقب وشغف. وفي هذه المنطقة تحديدا، يأتمر في كل خريف ثلة من أمهر المهندسين المعماريين في العالم لتشييد فندق كامل من الجليد، يجمعون له ما يزيد على 35 طنا من الثلج مبتكرين في كل عام تصميما جديدا دون أن يكترثوا للانحدار الهائل في درجة الحرارة حتى وهي تشير إلى 37 درجة تحت الصفر خارج الفندق ما دامت الجدران العازلة قادرة على كبح الحرارة دون خمس درجات تحت الصفر، وهي درجة مناسبة– حسب ظنهم!- لينعم النزلاء بنوم هادئ مرتدين أكياس النوم على أنغام «موسيقى الصمت» التي تعزفها الثلوج، حسبما يقول السويديون.