تشهد محافظة حقر الباطن والصحاري الواقعة في الاتجاه الشرقي الشمالي، وحتى المنطقة الحدودية بين المملكة والكويت، تدفق العديد من مربي الماشية وأصحاب الإبل، خصوصاً مع وصول الربيع مبكراً إليها هذا العام، وإخضرار عشبها ووفرة أمطارها واعتدال مناخها، ما ساعد في زيادة وكثافة الزائرين لها خلال الفترة الحالية. «الحياة» التقت بعض الأهالي والرعاة، الذين أكدوا أن قدوم الربيع مبكراً هذا العام دفع إلى زيادة أعداد الزائرين القادمين من داخل وخارج المحافظة للتمتع بهذا الطقس، فيما أوضح المواطن سعود السبيعي أنه قدم من الصمان للتنزه والرعي، معرباً عن سعادته بما يراه من إخضرار على «امتداد البصر» بحسب وصفه. وأكد الكثير من أصحاب الإبل والأغنام، الذين اكتظت بهم الصحراء الربيعية، ل«الحياة» أن شاحنات وصلت إلى المحافظة وعلى متنها مواشٍ وإبل، تم جلبها من مناطق الشرقية والأحساء وغيرها من المناطق، الذين قدموا ل«حجز المواقع المكتسية بالخضرة بخاصة ذات العشب الكثيف مثل المواقع المنخفضة». وأشار المتنزه فواز العتيبي إلى أنه قدم وزملاؤه من الرياض للتنزه في تلك الأجواء وسط الأراضي الخضراء، مضيفاً أنه «شاهد الكثير من الزائرين الذين أتوا للاستمتاع بالخضرة، ومنهم من لديه إبل وغنم، ومنهم من ليس لديه أية مواشٍ، لكنه قدم للتنزه في الصحراء التي اكتست باللون الأخضر بعدما ارتوت أرضها بالمياه». وقال: «الحمد لله مقبلون على خير كثير، خصوصاً بعد انتهاء المربعانية وخروج العشب وفقع الهوبر، الذي بدأت بواشره في أكثر من موقع بالمحافظة الآن». وتشتهر صحراء القرعة، التي تمتد من حفر الباطن غرباً حتى أبرق الكبريت شرقاً والحدود السعودية - الكويتية شمالاً، والصمان جنوباً، بنبتة الأرقة، التي تتكاثر حيثما وجد الفقع، كما أن القرعة من المواقع المشهورة بالفقع ذي اللون الخلاسي صغير الحجم، الذي يتميز بالطعم الرائع والرائحة الزكية. وشهدت تلك المنطقة قبل نحو عامين ربيعاً محدوداً غير متسع، كما شهدت انتشاراً للفقع تسبب في ازدحام شديد من المواطنين، الذين حاول بعضهم تجاوز الحدود السعودية، إلا أن رجال الأمن تعاملوا مع الوضع بحزم، فيما شاهدت «الحياة» هذا العام وضع حاجز ترابي جديد مسافة 10 كلم على امتداد الحدود من محافظة الخفجي شرقاً، حتى الرقعي غرباً، وتم إبعاد أهالي المواشي مسافة خمسة كيلومترات عن الحد حفاظاً على أمن الحدود.