يشتد الصراع في ثاني مواجهات ذهاب نصف نهائي كأس الملك للأندية الأبطال عندما يحلّ الشباب حامل لقب النسختين السابقتين ضيفاً ثقيلاً على نظيره الاتحاد ووصيفه في النسختين في مواجهة ساخنة جداً، ولا شك أن المسابقة ستخسر أحد أكبر المرشحين لنيل اللقب بخروج الشباب أو الاتحاد وكلاهما قدم مستويات كبيرة في البطولتين الماضيتين، وسيكون الصراع مساء اليوم على أشده بين رغبة الشباب في تأكيد تفوقه على مضيفه كما فعل في البطولة الأولى عندما تغلّب عليه في المباراة النهائية بثلاثة أهداف في مقابل هدف، وعاد وكرر انتصاره في الموسم السابق برباعية نظيفة، فيما يتطلع الاتحاديون إلى تسديد جزء من الدين الشبابي ورد الاعتبار بإقصاء البطل باكراً. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، وكلاهما يملك أسلحة التفوق، وإن كان الاتحاد يستند إلى أفضلية الأرض والجمهور، إلا أن لاعبي الشباب اعتادوا على تحقيق أصعب الانتصارات سواء خارج قواعدهم أم داخلها، وتبدو الكفتان فنياً متقاربتين بعض الشيء، كما هي حال ظروفهما في مسابقة دوري أبطال آسيا، فكلاهما يتطلب منه تحقيق الفوز في الجولة الأخيرة نهاية الأسبوع المقبل لضمان العبور إلى الدور الثاني من البطولة الآسيوية، لذا سيضع كل من المدربين في حساباته التطلع إلى كيفية التعامل الأمثل مع مواجهة الليلة والمواجهة الآسيوية المقبلة. الاتحاد يتحصن بالأرض والجمهور واعتاد على تقديم أفضل المستويات عندما يلعب تحت أنظار محبيه، والمدرب الأرجنتيني أنزور هيكتور لديه معرفة تامة بخطوط خصمه ومصادر قوته، كونه أشرف على تدريبه في الموسم السابق، ويعتمد في معظم مخططاته الدفاعية منها والهجومية على تحركات محمد نور وهو ما يفعله كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، فنور له ثقل كبير فنياً ونفسياً، وعلى رغم عدم جاهزيته التامة إلا أن وجوده مطلب ضروري، كما أن سعود كريري والعماني أحمد حديد يقومان بأدوار رائعة على محور الارتكاز ويصعّبان من مهمة مهاجمي الخصم بالاقتراب من مناطق الخطر، فيما يتفرغ مناف أبوشقير وسلطان النمري للتحرك خلف المهاجم الجزائري عبدالملك زياية الذي أثبت أنه أنجح صفقات الفريق على الإطلاق من خلال ترجيح الكفة الاتحادية في أكثر من مناسبة، وتشكّل انطلاقات راشد الرهيب وصالح الصقري من اليمين واليسار قوة هجومية إضافية، ولعل أبرز ما تعانيه الخطوط الصفراء هو تواضع أداء متوسط الدفاع، ما يجعل الحمل الأكبر في معظم الهفوات على عاتق الحارس مبروك زايد. وعلى الضفة الأخرى يدخل الشباب بطموحات تعانق السماء لمواصلة التفوق في البطولة الأغلى، ويدرك مدربه الجديد البرازيلي إديقار الذي جاء خلفاً للبرتغالي جايمي باتشيكو صعوبة المهمة في المواجهة الأولى تحت إشرافه، ويدرك أن الجماهير الشبابية تعلق آمالاً عريضة عليه لقيادة الفريق إلى منصة التتويج، والأجندة الشبابية متخمة بالأوراق الرابحة التي تمكّن أي مدرب من فرض ما يريد على خصمه في مساحات المستطيل الأخضر، ويكفي وجود أسماء بحجم البرازيلي المبدع دائماً كماتشو والليبي طارق التايب وعطيف أخوان في منتصف الميدان لتدرك أن السيطرة الميدانية لن تكون صعبة على الفرقة الشبابية، وتزداد الخطورة حتى تبلغ أعلى درجاتها في خط المقدمة بوجود الهداف الأنغولي فلافيو صاحب التحركات المزعجة للمدافعين، كما أن ظهيري الجنب حسن معاذ وعبدالله شهيل سلاحان مهمان في مخططات المدرب الشبابي، لما يملكانه من قدرة عالية على القيام بالمهام الهجومية والدفاعية بالكفاءة ذاتها. المواجهة في غاية الصعوبة، كونها تجمع البطل والوصيف للنسختين السابقتين، ومن المنتظر أن تحفل بعدد وافر من الأهداف كما حدث في النهائيين السابقين، وستظل الكلمة الأعلى لمن يجيد مهاجموه استثمار الفرص أمام المرمى.