ترأس وزير الداخلية اللبناني زياد بارود امس اجتماعاً خاصاً للاستعدادات الامنية المتخذة تأميناً لسلامة الانتخابات البلدية المقررة في 2 آيار (مايو) المقبل وحسن سيرها، حضره ممثلون عن الأجهزة الامنية كلها والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وأكد المجتمعون الجاهزية الكاملة للوزارة والأجهزة التابعة لها. وبدءاً من نهاية هذا الاسبوع، سيعقد بارود تباعاً اجتماعات مع المحافظين والقائمقامين في كل محافظة. وكان عقد لقاء في هذا الاطار مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر. وستتولى قوى الأمن الداخلي حفظ مراكز الاقتراع من الداخل، على ان يتولى الجيش حفظ الأمن من الخارج. وجمد المر امس، في قرار تراخيص حمل الاسلحة على الاراضي اللبنانية اعتباراً من الاثنين المقبل وحتى إشعار آخر. وسجلت «الحياة» في كواليس التحضيرات للانتخابات الاتي: فوجئت غالبية القوى السياسية الرئيسة التي تبدي استعداداً لدعم الائتلاف البلدي بأن محازبيها منقسمون على أنفسهم وانهم يترشحون على لوائح متنافسة، وهذا ما حملته المشاورات في عدد من البلدات. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن «التيار الوطني الحر» وحزب الكتائب توصلا الى تفاهم أولي في شأن بلدية الحازمية يقضي بإسناد رئاسة البلدية الى كتائبي وبأن يكون نائبه من «التيار» لكن محازبين من الطرفين يسعون الآن الى تشكيل لائحة منافسة برئاسة أحد المنتمين الى «التيار الوطني» تضم كتائبياً لنيابة الرئاسة. تردد بأن جوزف شامي لم يتجاوب مع طلب نواب «تكتل التغيير والإصلاح» في قضاء جبيل بالتعاون مع الوزير السابق جان لوي قرداحي لتشكيل لائحة مشتركة لخوض الانتخابات في مدينة جبيل وانه أوشك على التفاهم مع زياد حواط على لائحة ائتلافية لمواجهة قرداحي. لم يحسم تيار «المستقبل» لائحة مرشحيه لبلدية بيروت، خصوصاً بالنسبة الى رئاسة مجلسها البلدي، على رغم ان البعض أخذ يسوق مرشحاً معيناً فيما البعض الآخر يركز على ترشيح آخرين. توصل رئيس الكتلة الشعبية ايلي سكاف الى تفاهم مع «التيار الوطني الحر» والنائب نقولا فتوش لخوض الانتخابات البلدية في زحلة على لائحة واحدة بينما لم تتوضح بعد مواقف الأطراف الآخرين من المعركة البلدية. تتوقع مصادر زغرتاوية بدء المفاوضات بين ميشال معوض و«القوات اللبنانية» للاتفاق على خريطة الطريق لخوض الانتخابات في قضاء زغرتا مع العلم ان هناك صعوبة في منافسة اللائحة المدعومة من زعيم «تيار المردة» الوزير سليمان فرنجية في مدينة زغرتا خلافاً لقدرتهما على منافسته في البلدات والمزارع مع الإشارة الى ان «القوات» تطمح بأن يكون مرشحها على رأس اللائحة البلدية في رشعين. كشفت مصادر درزية مواكبة للقاء الذي عقد مساء الأحد الماضي بين رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ورئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان في دارة الأول في كليمنصو في حضور الوزيرين غازي العريضي وأكرم شهيب أن جنبلاط أظهر انفتاحاً على تشكيل لائحة ائتلافية في الشويفات كبرى مدن قضاء عاليه برئاسة مرشح محسوب على أرسلان، مع انه الأقوى في المدينة. لكن المرشح الذي طرحه ارسلان (ملحم السوقي) لقي اعتراضاً من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي طلب ترشيح اسم آخر. تأكد ان المعركة البلدية في عاليه حسمت لمصلحة التجديد لرئيسها الحالي وجدي مراد، بينما الاتصالات جارية لتشكيل لوائح ائتلافية في قرى قضاء عاليه. تردد في هذا الخصوص أن «التقدمي» يبذل جهداً لإقناع محازبيه بضرورة التفاهم والتخلي عن شروطهم في تركيب اللوائح باعتبارهم الأقوى في معظم البلدات. بدأت الماكينة الانتخابية ل «حزب الله» وحركة «أمل» مدعومة من المسؤولين المعنيين بتركيب اللوائح الائتلافية في بلدات الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب وقضاء جبيل تتحرك باتجاه العائلات لتوفير الأجواء المؤدية الى فوز معظم المجالس البلدية بالتزكية. أخفقت لجنة من «حكماء» بلدة دير القمر الشوفية في اجتماعها الأحد الماضي في التوصل الى ائتلاف لخوض الانتخابات على لائحة واحدة. وقوبل اقتراح رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون باختيار مرشحين لكل من «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» و «الأحرار» و «التقدمي الاشتراكي» وعائلتي نعمة والبستاني على أن تترك الأعضاء الستة الباقية للعائلات الأخرى للتفاهم على مرشحيها، باعتراض من الوزير السابق ناجي البستاني ما استدعى تعليق البحث في الائتلاف الى اجتماع يعقد بعد غد الجمعة أي بعد إقفال باب الترشح في جبل لبنان. تسعى «الجماعة الإسلامية» من خلال ائتلافها مع تيار «المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في قضاء الشوف لأن تكون رئاسة البلدية في برجا من حصتها. بذريعة انها الأقوى وكانت لائحتها فازت في الانتخابات البلدية عام 2004. أبدت أوساط صيداوية ارتياحها الى طرح اسم المهندس محمد السعودي كمرشح تسوية لرئاسة البلدية في صيدا، وقالت ل «الحياة» انه يحظى بتأييد معظم العائلات والقوى السياسية الصيداوية. وانه على علاقة جيدة بتيار «المستقبل» والتنظيم الشعبي الناصري، وكانت تربطه صلة وطيدة برئيسه النائب السابق أسامة سعد، مؤكدة أن استعداد النائب بهية الحريري لدعم ترشحه ينم عن قرارها تحبيذ التوافق، ومشيرة في الوقت نفسه الى ان الكرة الآن في مرمى سعد في ضوء ما يتردد عن أنه يدرس ترشيح محمود دندشلي لرئاسة البلدية في حال أصر الرئيس الحالي للبلدية عبدالرحمن البزري على تردده في خوض المعركة. يتواصل وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي النائب ميشال فرعون مع زميله وزير الطاقة جبران باسيل والمسؤول في «التيار الوطني الحر» في الأشرفية زياد عبس للبحث في إمكان دخول التيار في الائتلاف البلدي في بيروت إلا إذا أصر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على خوض المعركة حتى ولو كانت خاسرة كما صرح في الأسبوع الماضي. تتحرك قيادات أحزاب الشيوعي والسوري القومي الاجتماعي والبعث العربي الاشتراكي باتجاه المسؤولين في «حزب الله» وحركة «أمل» عن ملف الانتخابات البلدية في ساحل المتن الجنوبي لإقناعهم بضم مرشحيهن عنهم الى لوائحهما الائتلافية في الغبيرة وبرج البراجنة. بدأت جهات معنية بالانتخابات البلدية في زحلة بشن حرب اعلامية نفسية ضد الرئيس الحالي للبلدية أسعد زغيب متهمة اياه بأنه على علاقة بجهات أوروبية وأميركية وذلك في محاولة لتحريض الناخب الشيعي ضده، خصوصاً انه ماضٍ حتى اشعار آخر في خوض المعركة، وتردد أن معظم العائلات الزحلية أصبحت على علم بالمجموعة التي تروج مثل هذه الإشاعات.