نعى عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية الوزير والنائب اللبناني السابق فؤاد بطرس، معتبرين أن لبنان خسر شخصية سياسية استثنائية ووطنية بارزة ورجل دولة احتل مركز الصدارة في عالم السياسة. وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أن بطرس «شكّل خلال تولّيه رئاسة الديبلوماسية اللبنانية، نبراساً في الدفاع عن حقوق لبنان في المحافل الدولية، خصوصاً في مواجهة الاعتداءات والمطامع الإسرائيلية»، لافتة إلى أن «التاريخ سيذكر رجُل الدولة الذي رفع الصوت كلّما استدعت مصلحة لبنان ذلك، أمام أخطار مشاريع التوطين التي استهدفت الوطن، ومشاريع التقسيم التي تربّصت به، وكل ما مس بسيادته واستقلاله». ورأى نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أن بطرس «كان وسيبقى نموذجاً مثالياً لرجال الدولة الذين بات وجودهم نادراً في الحياة السياسية». وأكد أن اسمه «سيبقى في ذاكرتنا السياسية مرادفاً للاستقامة والنزاهة ونظافة الكف، وأحد أبرز المساهمين في بناء المؤسسات الحديثة للدولة، وعنواناً للإتزان في الموقف، وكل ذلك تحت سقف مبدئية لا تتزحزح في ما يتعلق بالتمسك بالسيادة والإستقلال والقرار الوطني الحر». ونعى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بطرس لافتاً إلى أن لبنان «خسر شخصية سياسية وطنية كبرى شكلت مرجعية قانونية وتشريعية مميزة ومرجعية أخلاقية قل نظيرها في الطبقة السياسية، كيف لا وهو الذي عاصر رؤساء جمهورية كباراً من فؤاد شهاب إلى الياس سركيس». وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج، إن بطرس رحل «في خضم تطورات دراماتيكية تشهدها المنطقة ويتأثر بها لبنان وتؤكد حاجته الى رجال كبار يجنبونه أخطر التداعيات، خسر لبنان رجلاً تميز بالواقعية والحنكة، وليس أدل على ذلك ما قاله غداة اندلاع الحرب اللبنانية «إننا نعرف أنها بدأت ولكننا لا نعرف متى تنتهي واتهم يومها بالتشاؤم ولكنها بالفعل كانت واقعية ما بعدها واقعية». وذكر بأن «الرئيس الشهيد رينيه معوض طرح اسمه في أول عهد بعد الطائف وزيراً للخارجية، إلا أن زمن الوصاية آنذاك رفض الأمر. إنه تاريخ يرحل في رجل». ولفت وزير الاعلام رمزي جريج إلى أن بطرس «رجل دولة من الطراز الرفيع، احتل مركز الصدارة في عالم السياسة خلال حقبة طويلة من الزمن». وقال: «إذا كانت شخصية فؤاد بطرس السياسي قد طغت على سواها، فإن صفات القاضي النزيه والمحامي اللامع أثرت في أدائه المميز كوزير للعدل ثم للخارجية». وقال: «كان بطرس مؤثراً في مسار جميع الأحداث التي عرفتها البلاد من خلال مواقفه الصلبة خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقة مع سورية وبالموقف العربي والدولي منها». وغرد النائب نديم الجميل عبر «تويتر» بالقول: «رجل العلم والثقافة يغيب اليوم بصمت. فيما لبنان يخسر أحد رجالاته الكبار الذين يشهد لهم بوقفاته الصلبة دفاعاً عن الجمهورية والمؤسسات، تخسره الأشرفية علماً من أعلامها الخفاقة مثلها في الندوة النيابية لدورات عدة خير تمثيل». وكان زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قال مساء أول من أمس في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر»: «نفتقد بغيابه شخصية استثنائية لا تساوم على السيادة وسلطة الدولة». وأضاف: «من موقعه وزيراً للخارجية جعل من الوزارة خط الدفاع الرئيسي عن الجمهورية ومفاهيمها الديموقراطية». واعتبر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، أنه كانت لبطرس «العديد من الجولات الديبلوماسية والمواقف السياسية المميزة في مرحلة الحرب اللبنانية، فاستحق عن جدارة لقب رجل الدولة. ولعل من أبرز ما يسجل له خلال عمله الديبلوماسي هو ادانته الواضحة لممارسات العدو الاسرائيلي». وغرد الوزير السابق طارق متري قائلاً: «خسرنا مع فؤاد بطرس ممارسة للسياسة ذكية وأخلاقية. كان صبوراً لأنه ظل مشدوداً الى المصيريات. ضاق بالحسابات الصغيرة وحاذر الأوهام ولم يخدع أحداً».