اعترف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بأنه يواجه «صعوبات صحية»، قال إنها «لم تثن الجزائريين عن تطويقي بثقتهم وإعفائي من أعباء قوضت ما قوضت من قدراتي». وحض بوتفليقة الجزائريين على تفادي «الوعود الكاذبة والإخلاص المزيف ومحاولة النصب» المحتملة في خطاب منافسيه الخمسة. أتى ذلك في رسالة وجهها الرئيس إلى الجزائريين في اللحظات الأخيرة قبل بداية الحملة الانتخابية أمس وبثت عبر وسائل الإعلام الرسمية كافة. واستخدم بوتفليقة خطاباً عاطفياً، مدافعاً عن حصيلة حكمه الذي امتد للسنوات ال15 الماضية. وصور ترشحه لولاية رابعة كاستجابة للواجب الوطني الذي لم يكن بوسعه رفضه. وقال: «إنه لمن واجبي، من منطلق احترامي الدائم للشعب الجزائري الذي شرفني وحباني بخدمته طيلة ثلاثة عهود، أن ألبي النداء. ولم أتملص قط طوال حياتي من أي واجب من واجبات خدمة وطني». وتحدث بوتفليقة في الرسالة عن مصدر ما اعتبره نداءات له بالترشح وقال: «تلقيت ببالغ التأثر تلك النداءات الموجهة إلي من قبل المواطنات والمواطنين، والمجتمع المدني، والتشكيلات السياسية، والهيئات النقابية، والمنظمات الجماهيرية التي دعتني إلى الترشح للانتخاب الرئاسي»، وأضاف: «يعز علي ألا أستجيب لندائكم. وقررت الترشح، حتى لا أخيب رجاءكم». وذكر بوتفليقة، الجزائريين، بأنه قضى ما اسماه ب «سحابة عمره» في خدمة الجزائر «من دون سواها من الغايات». وتعهد في حال فوزه بولاية رابعة، بإجراء تعديل دستوري هذا العام. وقال: «سأنذر العهدة الجديدة لحماية بلادنا من التحرشات الداخلية والخارجية الداهمة ومن تلك المحتملة بكافة أشكالها». ولفت إلى أنه «في السياق الجيوسياسي الذي يكتنف بلادنا ليس لدي من طموح إلا وقايتها من الأخطار وصونها من التهديدات التي قد تربك استكمال تنميتها الشاملة». وخاطب بوتفليقة الجزائريين عن «نعرات انقسام تثار وتحرك ليس سوى أداة لأنهاك بلادنا». وهذا الخطاب من الرئيس يشبه إلى حد كبير ما يقوله حلفاؤه السياسيين من أن استمرار بوتفليقة في الحكم هو الضامن لاستقرار الجزائر. وأفادت مصادر حزبية، أن تعامل الإعلام الحكومي باهتمام مع رسالة بوتفليقة، أثار حفيظة باقي المرشحين. واشتكت رئيسة حزب العمال لويزة حنون المدير العام للتلفزيون الحكومي بسبب بثه الرسالة في النشرة الرئيسية مساء أول من أمس، والإيعاز بقراءتها كاملة. وبدأت الحملة الانتخابية أمس من دون أن تتمكن من جذب اهتمام قطاع كبير من الجزائريين، لكن المرشحين الستة تمكنوا من جمع الآلاف في القاعات التي استقبلتهم في ولايات داخلية بعيدة، وعوض عبد المالك سلال غياب بوتفليقة بحضوره أول تجمع شعبي له في ولاية أدرار في أقصى الجنوب الغربي، في مؤشر يؤكد أن الرئيس المترشح لن يشارك شخصياً في الحملة التي تستمر ثلاثة أسابيع.