سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات الجزائرية: "سطوة المال" تصنع الفارق بين بوتفليقة و منافسيه.. وشعارات الحملة توغل في الطوباوية المعارضة تفشل في إبعاد المواطنين عن تجمعات المترشحين
اكملت الحملة الانتخابية لرابع استحقاق رئاسي تعددي تشهده الجزائر منذ العام 1989 أسبوعها الأول ولعل الأبرز في سباق الرئاسة الذي يخوضه ستة مترشحين الفارق الكبير واللافت الذي صنعه المال بين الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي يترشح للمرة الثالثة على التوالي ( 1999/ 2009 ) كمترشح حر وبين منافسيه الخمسة الذين يتمادى الإعلام المحلي في وصفهم ب " الأرانب " رغم تلويح وزارة العدل بالمتابعة القضائية لكل من ينعتهم بهذا الوصف . وعززت الإمكانات المالية التي يتوفر عليها بوتفليقة من سطوته على المشهد الانتخابي الوطني حتى في المناطق الموغلة في العزلة مثل القرى النائية و عموم الصحراء وجعلته يتصدر وسائل الإعلام.. ويستحوذ أحيانا على كامل المساحات المخصصة لبقية المترشحين الذين خانتهم إمكانياتهم المالية من تسويق أنفسهم بالشكل المطلوب في مثل هذه المواعيد. وانتبه جل المترشحين للفارق الذي يبعدهم عن منافسهم القوي بوتفليقة (72 سنة ) الذي يخوض حملته تحت شعار " الجزائر قوية وآمنة " المرفوق بحمامته البيضاء .. .. فراح بعضهم يعلن جهرا أن دخولهم سباق الرئاسة ليس للفوز بكرسي قصر المرادية وإنما لإنعاش الحياة السياسية و الاقتراب أكثر من المواطن فيما راح البعض الآخر يندد بما أسماه " تخندق الإدارة " لصالح المترشح بوتفليقة وارتفعت أصوات آخرين قائلة ان الأثرياء موّلوا حملة بوتفليقة طمعا في الحصول على مشاريع "العهدة الثالثة" ضمن برنامج الرئيس لدعم النمو للفترة ما بين 2009/2014 التي وعد بتخصيصها مبلغ 150 مليار دولار إضافي في حال ظفر بغالبية الأصوات . وفي محاولة منهم التحايل على الفارق الذي صنعه المعطى المالي بينهم و بين بوتفليقة راح المترشحون الخمسة يوغلون في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية في مغازلة الشارع الجزائري بشعارات لم يتردد المراقبون في وصفها بالديماغوجية تارة والطوباوية تارة أخرى أملا في استقطاب المزيد من الأصوات إلى أوعية انتخابية يهددها سلفا هاجس المقاطعة .. فلم تجد الزعيمة اليسارية لويزة حنون (55 عاما) زعيمة " حزب العمال " والتي تعد أول امرأة عربية وإفريقية تترشح مرتين متتاليتين لمنصب الرئاسة حرجا في الدعوة تحت شعار " السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية " إلى العودة إلى النظام الاشتراكي لأن ذلك سيجعل الناس جميعهم مثلما تعتقد سواسية في السراء والضراء . ومثلها لم يتحرج المترشح الإسلامي عن حركة الإصلاح " جهيد يونسي " أصغر المرشحين ( 48 سنة ) وتحت شعار " فرصتكم للتغيير" من معاهدة الناس على بعث الدولة الإسلامية وذهب المترشح الحر محمد السعيد (62 عاما) أبعد من ذلك عندما قفز من المشاكل الاجتماعية الكثيرة التي يتخبط فيها المواطن للحديث عن مسائل باتت في ذيل اهتمامات الشارع مثل اتحاد المغرب العربي و قانون الأحزاب والدستور .. ووعد محمد السعيد الدبلوماسي السابق بتعديل الدستور بالشكل الذي يحصر الرئاسة في عهدة واحدة غير قابلة للتجديد ويخفّض سن الترشح لها إلى 35 سنة . أما موسى تواتي (56 سنة) عن " الجبهة الوطنية الجزائرية " فدغدغ مشاعر فئة الشباب بمعاهدتهم تحت شعار " من اجل العدل والعدالة" على نزع الوظائف من فم الأجانب وتسليمها للبطالين الجزائريين.ولم يتوان من جانبه " فوزي رباعين " (55 سنة) رئيس حزب «عهد 54» الذي ينعت نفسه ب " مرشح الفقراء " في معاهدة سكان الجنوب بتحويل منطقتهم إلى جنان خضراء وراح طبيب العيون الذي يخوض حملته تحت شعار " البديل والقطيعة " ابعد من ذلك عندما وعد بتحويل الصحراء الكبرى إلى أقطاب اقتصادية وصناعية قوية . ولعل الملفت للانتباه .. فشل المعارضة في تأليب الشارع ضد الانتخابات .. حيث ظلت القاعات والمركبات الرياضية التي احتضنت تجمعات المترشحين الانتخابية تعج بالمواطنين .. وأسهم البيان الذي أصدره المدرس بالمسجد النبوي الشريف الشيخ ابو بكر جابر الجزائري تسلمت " الرياض " نسخة منه .. وهو أحد شيوخ السلفية الكبار .. في التفاف الناس حول حملة الانتخابات بعدما دعا إلى المشاركة القوية في الاستحقاق الرئاسي .. و قبله كان الداعية الشيخ عائض القرني دعا في الجزائر عشية انطلاق حملة الانتخابات أولئك الذين ما يزالون في الجبال إلى العودة إلى أحضان المجتمع والاستجابة لنداء المصالحة الوطنية الذي يواصل بوتفليقة المرافعة من أجلها في كامل تجمعاته الشعبية .