لم تتح لهم الفرصة للتصويت أو المشاركة في الانتخابات التي تجرى في بلدهم، إلا أن الطلبة السودانيين الدارسين في جامعة دمشق لم ينفكوا عن الخوض في نقاشات سياسية حول الأوضاع في بلدهم، وعلى رغم أن هذه النقاشات تكون في معظم الأحيان حادة إلا أنها «لا تفسد للود قضية» كما يقول رشوان خليل رئيس الاتحاد العام لطلبة السودان في فرعه في دمشق. يبتسم الشاب وهو يقول ان من يراقب طالبين سودانيين أثناء نقاشهما السياسي يفاجأ حين يفض النقاش بذهابهما سوية لمتابعة نقاش آخر في المقهى أو في قاعة المحاضرات. يضيف الشاب معبراً عن رأيه السياسي في ما يجرى في بلده: «لا يهم من سيأتي إلى السلطة المهم أن يكون ديموقراطياً ويعمل على إحلال السلام والوحدة الوطنية في السودان». ويشكل اتحاد الطلبة السودانيين وغيره من الاتحادات الطالبية العربية في جامعة دمشق مكاناً يتواصل الطالب من خلاله مع أبناء البلد الأم والبلد المضيف في الوقت نفسه، من خلال نشاطات تجمع الطلاب الوافدين مع السوريين، كحفلات التعارف في بداية العام الدراسي، والرحلات السياحية والمحاضرات والندوات الثقافية، وحفلات التخرج في نهاية العام الدراسي إضافة إلى المعارض الفنية والتراثية. وبمجرد وصول الطالب الوافد إلى الجامعة ينتسب إلى الاتحاد الطالبي التابع لبلده الذي يساعده في استكمال تسجيله في الجامعة وتأمين إقامته . «فاندي داكوا طالب من سيراليون اختار إكمال تعليمه الجامعي في سورية، يقول بلغة عربية فصيحة : «اخترت دراسة الأدب الانكليزي في جامعة دمشق لأن كثيراً من طلابها نجحوا في حياتهم المهنية والشخصية»، وفاندي الذي يعمل سكرتيراً في اتحاد طلبة سيراليون في فرعه في دمشق وهو جزء من اتحاد طلاب عموم افريقية الذي يضم 12 اتحاداً تمثل 12 دولة افريقية، يعتقد أن «نشاطات هذه الاتحادات تسهم في تكوين صداقات تعزز العلاقات بين الشعوب والتعرف الى مختلف الثقافات». وتقع على الطالب الوافد مسؤولية أن يكون «سفيراً جيداً «لبلده في إظهار العادات والتقاليد الأصيلة» بطريقة تقرب الآخر إليك» كما يقول حسين عليق وهو شاب لبناني درس طب الأسنان في جامعة دمشق ولا يزال يكمل تخصصه العلمي فيها. ويرى عليق ان وجود الطلاب من جنسيات مختلفة في الجامعة يثير فضولهم للتعرف الى ثقافة الشعوب والدول الأخرى وحضارتها. وبحسب عليق الذي يعمل أميناً للشعبة الطالبية العربية في جامعة دمشق فإن «إجمالي عدد الطلاب العرب الدارسين في جامعة دمشق والمسجلين خلال عام 2010 بلغ 12 ألف طالب، النسبة الأكبر هي من الفلسطينيين المقيمين في سورية يليهم الطلبة اللبنانيون (حوالى 800 طالب)، والأردنيون (525 طالباً)، والعراقيون (400 طالب)، ومن اليمن (200 طالب)، فيما يتوزع أكثر من ألف طالب بين جنسيات عربية أخرى». يضيف عليق: «ثمة عوامل تؤثر في زيادة أو نقصان عدد الطلاب العرب الدارسين في سورية أولها العلاقات السياسية بين الدول العربية، إضافة إلى القرب الجغرافي وجودة التعليم والطلب على اختصاصات معينة في بلدانهم، والاتفاقيات العلمية الموقعة بين سورية والدول العربية الأخرى، وهناك أكثر من طريقة لدخول الطالب العربي جامعة دمشق منها ما هو مجاني من طريق التبادل الثقافي بين الدول العربية، والمنح المجانية المقدمة من القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية إلى طلاب الحزب نفسه والأحزاب الصديقة، أو من طريق مفاضلة خاصة تقدمها وزارة التعليم السورية موجهة للطلبة العرب الراغبين في الدراسة في سورية لقاء رسوم جامعية تحدد قيمتها في بداية كل عام، مع العلم أن الطلبة الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين المقيمين في سورية والذين أنهوا مراحل التعليم ما قبل الجامعي فيها يعاملون معاملة السوريين عند إكمالهم مراحل التعليم العالي. يشار إلى أن الاتحاد العام للطلبة العرب ومقره دمشق يضم 31 منظمة واتحاداً طالبياً من الدول العربية وله نشاطات واسعة مع عدد من المنظمات الطالبية والشبابية العربية والإقليمية والدولية.