رصدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أزمة سجناء عرب إسرائيل، مسلطة الضوء على أن إسرائيل لا تنتهج نفس السياسة التي تتعامل بها مع اليهود القاتلين للعرب مثل الذي تتعامل به مع العرب القاتلين لليهود، متسائلة إلى متى سيظل هذا التمييز ضد العرب في إسرائيل؟ وذكرت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم، أن بضع مئات من الإسرائيلين، أسر السجناء الأمنيين ال14من عرب إسرائيل والذين قضى عدد منهم حوالي 30 عاما في السجون، عاشوا لحظات قاسية جدا يتابعون كل خبر ينشر في الاعلام، يتقلبون من لحظات الأمل لليأس تمام مثل عائلات المفقودين على الطائرة الماليزية، مصيرهم لا يهم أحد وإسرائيل لا تبالي بهم، لدرجة شعر فيها البعض أن إسرائيل تستمع بمعاناتهم. وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من إستعداد عدد من عائلات هؤلاء المعتقلين للحظة قد تكون من أجمل لحظات حياتهم، رفض عدد آخر الإفراط في الفرحة خشية أن تكون خيبة مريرة لهم، حيث أنه من المتوقع الإفراج عنهم من قبل كدفعة رابعة من قبل السلطات الإسرائيلية، منذ بدأ مفاوضاتهم مع الفلسطنيين في تموز (يوليو) الماضي، وأن الشر وشهوة للانتقام والديماجوجية القومية وعدم المساواة الصارخة هي فقط من ستمنع ذلك. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء السجناء ال14 هم من عرب إسرائيل، الذين قتلوا العديد من المدنيين أو الجنود منذ أكثر من 25 عاما، وأن إسرائيل تعاملهم وكأنهم فلسطينيين من الأراضي المحتلة، مانعين عنهم حقوق السجناء العاديين من زيارات زوجية أو مكالمة تليفونية واحدة، حتى عندما يموت أقاربهم من الدرجة الأولى، ولكن إسرائيل اليوم مترددة بشأن الإفراج عنهم لأنهم إسرائيليون. كما ذكرت أن أغلب هؤلاء السجناء قد قضو ثلثي مدة عقوباتهم في السجون الإسرائيلية، ولكنه لن يتم الإفراج عنهم إستنادا لقانون القتلة الجنائيين، حيث أن القتلة الإسرائيلين يقضون ما يقرب من 18 ل 24 عاما في السجن، في حين أن بعض من هؤلاء السجناء العرب ما زالوا في السجون لمدة 32 عاما. ولفتت الصحيفة إلى أن نفس البلد التي كرمت بطلها الكوماندوز مئير هارتسيون، "قاتل الأبرياء"، لازالت تنتهك وتستحل دماء من سلك الطريق عينه للقتل، لمجرد أنهم عرب وليسوا يهود، وأن طريقة تعاملها مع القتلة من عرب إسرائيل لليهود الإسرائليين أكثر مما يتعامل به القاتلين اليهود للعرب والذين يمارسون أبشع صور القتل الجماعي، حتى وإن قدموا للمحاكمة، يتم إعطائهم العديد من الإجازات المتكررة والإفراج بعد سنوات قليلة من بداية مدة عقوبتهم، وأن هؤلاء السجناء العرب إن كانوا يستحقوا العقاب، فإنهم قد أخذوه بالفعل وأنه يجب الإفراج عنهم قبل الآن، ليس بداعي الشفقة أو المبادلة بأسرى أو مخطوفين، ولكنه بداعي أن تأخذ العدالة في إسرائيل مجراها.