ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيعقد اجتماعاً للحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية بعد غد الأربعاء لبحث موضوع قرية الغجر ويتوقع أن يتم الإعلان في نهاية الاجتماع عن استعداد إسرائيلي للانسحاب من القسم الشمالي للقرية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي مقرب من نتانياهو قوله إن إسرائيل ستنسحب من شمال الغجر استجابة لمطالبة متواصلة من جانب الإدارة الأميركية والرغبة في تقديم بادرة نية حسنة تجاه حكومة فؤاد السنيورة عشية الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستجري في حزيران ( يونيو). وأضافت الصحيفة أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتم قبل الانتخابات اللبنانية على ضوء تقديرات بأنه سيتم تقديم التماسات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد شكل الانسحاب خصوصاً من قبل سكان الغجر الذين يعارضون تقسيم قريتهم. لكن «هآرتس» أشارت إلى أن نتانياهو معني بإعلان بيان حول نية إسرائيل تنفيذ الانسحاب من أجل تقوية «الجهات المعتدلة» في لبنان قبل سفره إلى الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في 18 أيار (مايو) الحالي. وأفادت الصحيفة بأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل طرح موضوع الغجر خلال زيارته لإسرائيل قبل أسبوعين ولقائه مع نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وطلب ميتشل من الإسرائيليين أن تنفذ إسرائيل الانسحاب من الغجر وفقاً لتعهدات إسرائيلية منذ ولاية حكومة رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت. رد بري وفي أول موقف لبناني، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري: «سواء سحبت اسرائيل جنودها من الشطر اللبناني لقرية الغجر قبل الانتخابات النيابية اللبنانية ام بعدها، وسواء قبل سفر نتانياهو الى الولاياتالمتحدة الأميركية ام بعده، ففي الحاين الانسحاب الإسرائيلي من أراض لبنانية استمر احتلالها منذ عدوان تموز عام 2006 وحتى الآن، على رغم صدور القرار 1701، هو دليل واضح على تحدي اسرائيل للإرادة الدولية وعدم الوفاء بالتزاماتها حيال بنود هذا القرار الذي يمثل الشرعية الدولية، وهو ايضاً ليس مؤشراً إلى ان اسرائيل التي يتربع على عرشها صقور التطرف والعنصرية قد تحولت بين ليلة وضحاها الى حمل وديع يوزع هدايا مجانية من كيسنا». وأضاف بري: «مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشطر الشمالي لقرية الغجر أراض لبنانية محتلة، واستعادة كل ذرة تراب منها بكل الوسائل المتاحة هو حق للبنان كفلته كل القوانين والشرائع وفي مقدمة هذا الحق المقاومة». سائلاً: «هل الأمر جزء من المناورة العسكرية الإسرائيلية المزمع اجراؤها، وهي الأضخم في تاريخ الكيان الإسرائيلي على الحدود مع لبنان؟». واعتبر ان «استباحة اسرائيل بشبكاتها التجسسية ينم عن النوايا العدوانية المبيتة لاستهداف لبنان واستقراره الأمني». وشدد على «وجوب ان لا يصرف الاستحقاق الانتخابي الانتباه عن كيفية مجابهة نوايا اسرائيل العدوانية، وذلك عبر استحضار كل ما من شأنه ان يرسخ مناخات الوحدة الوطنية التي كانت وستبقى الأساس لرد الكيد الإسرائيلي الى نحره».