في تطور مفاجئ يضع حداً للأزمة في قرغيزستان، غادر الرئيس المخلوع كرمان بيك باكاييف معقله في جنوب البلاد إلى كازاخستان المجاورة أمس، برفقة أفراد عائلته وبعض المقربين منه المطلوبين بتهم تتعلق بقتل متظاهرين في الأحداث الدامية التي أدت إلى إطاحته الأسبوع الماضي. وأفادت معلومات في موسكو، أن باكاييف غادر معقله في تييت القريب من إقليم جلال آباد على متن طائرة عسكرية صغيرة، وذلك بعد ساعات من تعرض موكبه لهجوم من أنصار الحكومة الموقتة، فيما كان يستعد لإلقاء خطاب في أوش عاصمة الجنوب القرغيزي وثاني مدن البلاد، ما اضطره إلى الانسحاب سريعاً من المكان تحت غطاء إطلاق نار كثيف من جانب مرافقيه. وأصدر الرئيس المخلوع قبل مغادرته البلاد، بياناً نفى فيه أن يكون لجأ إلى كازاخستان نتيجة صفقة تتيح خروجه سالماً من البلاد، وأكد في البيان انه سيتوجه إلى العاصمة الكازاخستانية الآستانة للتشاور مع الرئيس نور سلطان نزارباييف حول الموقف المستجد في قرغيزستان. لكن كازاخستان التي تتولى حالياً رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أعلنت في بيان أن الولاياتالمتحدة وروسيا وكازاخستان تفاوضت حول رحيل باكاييف. وأشار البيان الكازاخستاني إلى «مساع مشتركة بذلها رئيس كازاخستان ونظيراه الأميركي باراك اوباما والروسي ديمتري ميدفيديف وبوساطة حثيثة من منظمة الأمن والتعاون والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مع الحكومة الانتقالية في بشكيك». وأكدت الرئاسة الكازاخستانية لمنظمة الأمن والتعاون أن «باكاييف غادر قرغيزستان»، ما يشكل «خطوة مهمة نحو استقرار الوضع وعودة دولة القانون وتفادي حرب أهلية» هناك. وقال الناطق باسم الخارجية الكازاخستانية الياس عمروف إن باكاييف اصبح «داخل حدودنا»، موضحاً انه لا يملك معلومات حول «الوجهة النهائية» للرئيس المخلوع الذي توقف في محطته الأولى في مدينة طراز جنوب كازاخستان.