افتُتحت في محمية غابات عجلون شمال الأردن الأحد الماضي، «الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة»، التي تعد المركز الأول في المنطقة العربية المختص في التدريب وبناء القدرات على حماية الطبيعة. ويأتي إنشاء الأكاديمية تطوراً طبيعياً لبرنامج التدريب الإقليمي ل «الجمعية الملكية لحماية الطبيعة» الأردنية، وهي مؤسسة تطوعية غير حكومية. وتضمّ الأكاديمية قاعات تدريب ومؤتمرات، وجناحاً للمكتبة ومختبراً حاسباً وعيادة طبية ومستودعاً للمعدات وسكناً للعاملين ومطعماً تدريبياً يتّسع لأكثر من 300 زائر. وتضمّ أيضاً، مساحات خارجية للتدريب في مجالات البحث والإنقاذ والتسلّق، ومركز معلومات سياحياً حول الغابات، والنشاطات التي من الممكن للزائر القيام بها. وتقع الأكاديمية على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، وتسعى إلى بناء شبكة وطنية من المناطق المحمية، بهدف الحفاظ على التنوع الحيوي في الأردن، وتوسيع قاعدة الدعم لحماية البيئة الطبيعية في المملكة والدول المجاورة، وإدارة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدمات المتصلة بها، بما فيها السياحة البيئية. وتنفّذ الأكاديمية برامجها بالشراكة مع مؤسسات ومعاهد عالمية متخصصة (دكان الطبيعة والمطلات وبيت الصابون)، وتخطّط لمنح شهادات مهنية مجازة من المؤسسات الشريكة في مجال عملها البيئي. ويرتقب أن تطلق الأكاديمية مجموعة من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الإنتاجية المدرة للدخل، خدمة للقرى المجاورة لمحمية عجلون. وتنفذ الأكاديمية برامج تدريبية وتوعوية قصيرة ومتوسطة المدى، وأخرى ترفيهية للعائلات وزوار المنطقة، بما يحقق الأهداف التي أسست لأجلها. وترتبط بشراكات تعاون مع مؤسسات عالمية متميزة مثيلة لها، من ضمنها أكاديمية حماية الطبيعية من ألمانيا، جامعة «مونتانا» من الولاياتالمتحدة الأميركية، و «رابطة أدلاء الطبيعة» في جنوب أفريقيا. وستعمل الأكاديمية مع هذه المؤسسات لتطوير برامج التدريب في مواضيع الدلالة والإرشاد السياحي في المناطق الطبيعية، ومواضيع التنوع الحيوي والتنمية الاقتصادية الاجتماعية، وبرامج التدريب في مجالات إدارة المحميات. وتعتبر محمية غابات عجلون التي أنشئت في العام 1989، وأقيمت فيها الأكاديمية، من المواقع الطبيعية والسياحية في محافظة عجلون، وهي غابات سنديان دائمة الخضرة وتتميز باستدامة التجديد الذاتي فيها. وتبلغ مساحة المحمية 13 كيلومتراً مربعاً، وترتفع عن سطح البحر ما بين 701 إلى 1500 متر، وتغطيها غابات كثيفة من أشجار البلوط والبطم والقيقب والعبهر والخروب والزعرور والإجاص البري والسويد. وتسعى المحمية الى إعادة نوع من الأيائل البرية المسماة «الأيل الأسمر»، التي تتميز بندرتها والتي انقرضت من المنطقة منذ أكثر من 100 عام.