ترتبط شخصية بابا نويل (سانتا كلوز) في أذهان الناس بصورة رجل مسن بشوش يرتدي بزة حمراء، ويحمل على متن مزلاجته السحرية كمية من الهدايا يوزعها على الأطفال عبر مدافئ المنازل أو النوافذ المفتوحة. ومع اقتراب ليلة عيد الميلاد في كل عام، يعود الحديث عن «سانتا» العجوز إلى الواجهة، ليشغل اهتمام الصغار والكبار على حد سواء، كونه جزءاً أساسياً من هذا الموسم الاحتفالي. وعلى رغم أن الإسلام هو الديانة السائدة في السودان، فإن رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» استعانوا ببابا نويل هذا الموسم للتعبير عن الأشياء التي يتمناها كثيرون، ولكن يصعب عليهم الحصول عليها بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، مطلقين وسم (هاشتاغ) «غرد كأنك سانتا سوداني». وتبنى بعض المغردين دور بابا نويل نفسه، مثل ماجد مخلص الذي حذر الجميع بقوله: «لا أريد من أحد أن يطلب مني أنبوبة غاز»، في إشارة إلى أزمة الغاز التي تشهدها البلاد منذ قرابة العام، ودفعت الناشطين على «تويتر» إلى إطلاق وسم «غنِ للغاز» في وقت سابق، تعبيراً عن معاناتهم. وتعليقاً على تفشي المحسوبية (الواسطة) وصعوبة إتمام الإجراءات في المؤسسات الحكومية، كتب أحمد ساخراً على لسان «سانتا السوداني»، أن «وقت الطلبات انتهى، تعال مجدداً يوم الأحد الساعة السابعة»، وأضاف: «إذهب إلى عمك نويل، وقل له انك قادم من طرف سانتا الذي يعمل في وزارة المال». ولم تستطع حنين أحمد حصر ما تتمناه من «سانتا السوداني» هذا العام، فغردت: «يا سانتا... الكهرباء، الماء، الغاز، العيش (الخبز)، ال...»، متوقعة أن يتراجع بابا نويل عن المجيء إلى السودان بعد سماعه كل هذه الشكاوى. وفي تغريدة أخرى، ذكرت حنين أنها طلبت من سانتا أموالاً كثيرة جداً، فأجابها قائلاً: «يبدو أنك أخطأت، فأنا سانتا كلوز ولست سانتا كوز»، في إشارة إلى وصف «كوز» الذي يطلقه الشارع السوداني على أعضاء حزب «المؤتمر الإسلامي» الحاكم ومؤيديه. وفي إشارة إلى إعلان وزارة المال في وقت سابق من هذا الشهر عزمها على رفع الدعم عن سلع وخدمات، بينها القمح، كتب أحمد الذي يغرد باسم «راس الغول»: «آسف يا أطفال، لن يكون هناك كعك أو خبيز (بسكويت سوداني)، بعدما رفعوا الدعم عن القمح. يمكنني تقديم البلح فقط». وكان وزير المال بدر الدين محمود اقترح في السابع من الشهر الجاري رفع الدعم عن المحروقات والقمح والكهرباء، ما أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً عندما وجه اللوم إلى الشعب لما يختص بالحال الاقتصادية المتدهورة في البلاد.