يعتبر المغرب، اخر بلد افريقي قبل اوروبا، نقطة العبور المفضلة لآلاف المهاجرين غير الشرعيين من بلدان جنوب الصحراء الى القارة الاوروبية وهذا ما اظهرته المحاولة التي قام بها مطلع الاسبوع عشرات المهاجرين لخلع السياج الذي يفصل المغرب واسبانيا في مليلية للعبور بالقوة. وكان عشرات المهاجرين غير الشرعيين حاولوا ليل الاحد الاثنين خلع السياج الذي يفصل المغرب عن جيب مليلية الاسباني، على الساحل الشمالي للمغرب. واذا كان بعضهم قد نجح في اجتياز السياج والدخول الى هذا الجيب، نقطة العبور الى القارة الاوروبية، فان معظمهم لم يتمكن من ذلك كما قالت السلطات وقد ردوا على اعقابهم الى المغرب بانتظار ان تسمح لهم الظروف القيام بمحاولة جديدة. وقال خالد جمعة، رئيس جمعية عائلات وضحايا الهجرة غير الشرعية، ان "عدد الذين يعيشون في الغابات المتاخمة لمدينة طنجة المغربية، عند مضيق جبل طارق، وفي جيبي مليلية وسبتة الاسبانيين، وصل الى خمسة الاف وهو يتزايد يوما بعد يوم". واشار الى انه "يضاف الى الذين يعودون بعد فشل محاولتهم عبور الحدود، مهاجرون غير شرعيين جدد" منددا بالاوضاع التي "تزداد سوءا" لهؤلاء الافارقة الذين يقضون احيانا شهورا في هذه الغابات وهم يعانون من القمع سواء في المغرب او عندما يتم اعتراضهم في اسبانيا. ونقاط العبور هي المناطق المفضلة للمتاجرين بالهجرة غير الشرعية وهم في غالبهم من مناطق جنوب الصحراء ويطلبون حوالي الف يورو للعبور بالمهاجر الى الشواطىء الاسبانية على متن زوارق بدائية "باتيراس". وهناك وسيلة اخرى للانتقال الى اوروبا وهي التخفي داخل حمولة شاحنة وغالبا ما يلجأ المهاجرون غير الشرعيين من جنوب الصحراء ومن المغاربة اليها. وفي جنوب المملكة المغربية، يختار عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين منطقة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، للانتقال الى ارخبيل الكناري الاسباني الذي يبعد حوالى مئة كلم. وقد اعتقل اكثر من 3090 مهاجرا غير شرعي بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو 2004. كما اعتقلت الشرطة حوالى 1450 اخرين في العام 2003. والعبور عن طريق البحر الى اسبانيا يعتبر وسيلة اقل خطرا لان البحر هاديء والاحوال المناخية مؤاتية والمراقبة الاسبانية اقل صرامة مما هي عليه في شمال المغرب. ولكن التعاون بين اسبانيا والمغرب الذي بدأ مطلع العام غير هذه المعطيات. وتحلق باستمرار مروحيات تابعة للحرس المدني الاسباني والدرك المغربي فوق الصحراء لرصد الافارقة الذين يجتازون الصحراء الغربية في محاولة للوصول الى الشواطىء الاطلسية. وبالاضافة الى ذلك، تجوب دوريات بحرية مغربية اسبانية مشتركة المناطق التي تعبرها عادة الزوارق غير الشرعية. اما المهاجرون غير الشرعيين الذين يعتقلون في العيون فينقلون الى مركز استقبال بانتظار احالتهم الى المحاكمة وغالبا ما يتم نقلهم الى الحدود الشماليةالشرقية بالقرب من الجزائر او الى الجنوب على الحدود الموريتانية. كما ينجح الالاف من المهاجرين من الافلات من المراقبة بالرغم من تشديدها. ولكن في عام 2003 لقي اكثر من 500 حتفهم خلال محاولتهم عبور البحر الى الشواطىء الاسبانية او الى ارخبيل الكناري. وتحمل الصحف المغربية على ضعف المساهمة الاوروبية في مكافحة الهجرة غير الشرعية الامر الذي يتسبب بهذه المآسي.