ابتعد الأهلي والهلال بصدارة ترتيب دوري عبداللطيف جميل، بعد أن وسعا الفارق مع بقية المنافسين، ورفعا رصيدهما النقطي إلى 33 نقطة، متقدماً الأهلي في المركز الأول بأفضلية المواجهات المباشرة، بعد أن تغلّب الهلال على منافسه التقليدي النصر بهدفين من دون رد، فيما كسب الأهلي ضيفه القادسية بهدفين من دون رد. جاءت بداية مباراة «دربي العاصمة» سريعة من لاعبي النصر، الذين كانت لهم المبادرة في البحث عن التسجيل في ظل تراجع لاعبي الهلال إلى مناطقهم الخلفية واعتمادهم على الهجمات المرتدة، التي دائماً ما يقف خلفها إدواردو وياسر الشهراني من طريق الأطراف، وعلى رغم السيطرة النصراوية المطلقة في ربع الساعة الأولى، إلا أن الخطورة غابت أمام الحارس الهلالي خالد شراحيلي، وأشهر الحكم البطاقة الصفراء في وقت باكر من المباراة في وجه قائد النصر حسين عبدالغني ومثلها لمدافع الهلال ديغاو، بينما تصدت عارضة الهلال لهدف محقق من قدم عبدالغني، الذي سدد كرة صاروخية من منتصف الملعب، لكنها ارتطمت بالعارضة وتحولت إلى ركلة مرمى. وفي غفلة دفاعية وعبر أول جملة فنية متبادلة بين لاعبي الهلال، مرّر إلتون ألميدا كرة على طبق من ذهب للقادم من الخلف سالم الدوسري الذي توغل داخل منطقة الجزاء وسددها يساريه داخل شباك الحارس حسين شيعان كهدف أول لفريقه (26)، فهذا الهدف كان كفيلاً بتحسن أداء لاعبي الهلال الذين شاطروا النصراويين السيطرة على منطقة المناورة، فيما اعتمد الفريق «الأصفر» على تحركات حسين عبدالغني وشايع شراحيلي من الجهة اليسرى وانطلاقات الظهير الأيمن خالد الغامدي، ولعب الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء للثنائي محمد السهلاوي ونايف هزازي، إلا أن كل الكرات دائماً ما تنتهي خطورتها بين أقدام مدافعي الهلال. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع انسل محمد السهلاوي من بين المدافعين وتعرّض لإعاقة من قائد الهلال سعود كريري لم يتردد حكم المباراة في احتسابها ركلة جزاء، تقدّم لها اللاعب ذاته وعدّل النتيجة لفريقه (47). بينما جاءت بداية شوط المباراة الثاني مشابهة تماماً لسابقه، بعد أن كثّف النصر طلعاته الهجومية بحثاً عن هدف التقدم، فيما اعتمد الهلال على تحركات ثنائي خط المنتصف إدواردو وسلمان الفرج، وغاب تماماً المهاجم ألميدا بسبب الرقابة التي فرضت عليه من الثنائي محمد حسين وعمر هوساوي، وتعرّض حارس النصر حسن شيعان لإصابة أجبرت المدرب الإيطالي كنافارو لاستبداله بزميله عبدالله العنزي، وأجرى مدرب الهلال اليوناني دونيس تغييره الأول وأشرك قائد الفريق محمد الشلهوب واستغنى عن لاعب محور الارتكاز محمد القرني لتعزيز النواحي الهجومية وصناعة اللعب، ولأنه شوط المدربين جاء الرد من مدرب النصر واستغنى عن المحور الدفاعي جمعان الدوسري وأشرك صانع الألعاب البولندي أدريان، وكاد إدواردو أن يسجل هدف التقدم من جديد بعدما واجه حارس النصر عبدالعنزي، لكنه صوبها في الشباك الخارجية، وعاد اللاعب ذاته من جديد ومن كرة مشابهة لسابقتها وتلقى تمريرة من ألميدا فصوّب كرة قوية استقرت في شباك النصر كهدف ثانٍ (72)، وشكّل البديل الهلالي محمد الشلهوب ثقلاً واضحاً في منتصف الملعب ورجّح كفة فريقه وصنع عدداً من الكرات الخطرة، وصوّب مهاجم الهلال ألميدا كرة صاروخية مرت بسلام على مرمى النصر (75)، وغلبت العشوائية على لاعبي النصر بسبب التمرير الخاطئ وكثرة الكرات المقطوعة في منتصف الملعب، وأجرى في ربع الساعة الأخير مدربا الفريقين تغييرين لتنشيط النواحي الهجومية، فأشرك مدرب الهلال دونيس ناصر الشمراني بديلاً عن ألميدا، وكذلك هو الحال لمدرب النصر كنافارو الذي أشرك حسن الراهب بديلاً عن نايف هزازي، وأهدر مهاجم النصر فرصة التعديل وسدد كرة من داخل منطقة الجزاء بقدم مدافع الهلال سعود كريري بعد أن تلقى كرة عرضية من حسين عبدالغني (82)، وتحصّل ياسر الشهراني على كرة ثابتة بالقرب من منطقة الجزاء بعد أن تعرّض لإعاقة من عبدالعزيز الجبرين الذي تحصّل على بطاقة صفراء، وتقدم لها المختص إدواردو صوبها خادعة، لكن عبدالله العنزي كان لها بالمرصاد وحرم الهلال من هدف ثالث. وعلى إستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، بدأ الشوط الأول لمباراة الأهلي والقادسية بمحاولات للأول لأجل خطف هدف المبادرة الأول في الدقائق العشر الأولى، وذلك بعد سيطرة لاعبي الأهلي على الكرة في منتصف الملعب وبناء خطورة متواصلة على المرمى القدساوي من طريق مهند عسيري وحسين المقهوي، ولكن لم يتحقق ذلك ليقظة الدفاع القدساوي، بينما حضرت الخطورة القدساوية للمرة الأولى في الدقيقة 24 عبر هجمة مرتدة سريعة، أبطل مفعولها الحارس ياسر المسيليم. وتبادل الفريقان الهجمات، ولكنها دائماً ما تنتهي عند الدفاع وحارسي المرمى المسيليم ومسرحي في الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول، لكن المحاولات كافة لم تثمر عن شيء. وفي الشوط الثاني تحقق للاعبي الأهلي ما كانوا يبحثون عنه في الشوط الأول، بعدما واصلوا تنويع هجومهم على مرمى القادسية من جهات عدة، إذ ظفروا بالهدف الأول عندما حصلوا على خطأ خارج منطقة ال18 للفريق الضيف، الذي نفذه بإتقان لاعب الوسط الهجومي حسين المقهوي فأسكن الكرة في شباك القادسية (48). ولم يتوقف الأهلاويون عند ذلك، خصوصاً بعدما تأكدوا من تواضع الهجوم المرتد للاعبي القادسية، فواصلوا شن هجومهم مجدداً رغبة في إضافة المزيد من الأهداف، ونجحوا أيضاً في ذلك، عندما سجل المهاجم مهند عسيري الهدف الثاني من كرة رأسية متقنة (66). وأمام ذلك، وبعد عجز القدساويين عن بلوغ مرمى ياسر المسيليم تراجعوا بشكل كبير إلى حماية مرماهم من أهداف أهلاوية أخرى، وقاموا بتعزيز التحصينات الدفاعية لمنع زيادة الأهداف.