لم يشفع الفوز العريض الذي حققه الهلال على مستضيفه هجر بخمسة أهداف في مقابل هدف من استعادة الصدارة من منافسه الأهلي (بفارق الأهداف + 19)، بعدما اعتمدت لجنة المسابقات «آلية المواجهات المباشرة» في عملية حسم تعادل الفرق بالنقاط والمراكز، إذ بقى الأهلي بذلك متصدراً بعدما فاز على ضيفه الرائد بهدفين في مقابل هدف. بينما ألحق النصر خسارة موجعة بضيفه الاتحاد، إذ كسبه بثلاثية نظيفة في مباراة شهدت عودة لاعب الوسط أحمد الفريدي إلى المباريات بعد غيبة طويلة إثر الإصابة. وفي مواجهة أخرى في العاصمة، واصل الشباب تفريطه في النقاط، عندما خسر مباراته أمام ضيفه الفيصلي بهدف من دون رد، سبب حالاً من الخوف لدى أنصار وجماهير الشباب على مستقبل فريقهم كمنافس هذا الموسم. رسم لاعبو هجر والهلال الصورة التي ستكون عليها المباراة بشكل باكر، وأظهرت ملامح تلك الصورة بأنها ستكون ما بين هجوم الهلال ودفاع هجر، فالضغط من الجانب الهلالي بدأ منذ الوهلة الأولى بعد أن توجس لاعبوه بأن المهمة تكمن في تفكيك دفاعات هجر، ولن تكون سهلة في ظل تراجع جلّ لاعبي أصحاب الضيافة. وفي خضم الضغط الهلالي واندفاع لاعبيه إلى الأمام، نجح الفريق «الأبيض» ومن أول تهديد لمرمى خالد شراحيلي من هز شباك الأخير عبر هجمة مرتدة وصلت إلى جاسم الحمدان، الذي كسر مصيدة التسلل وانطلق بالكرة صوب مرمى الهلال مستغلاً تقدم الحارس شراحيلي ويسجلها كهدف لفريقه في الدقيقة 11. ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى نجح الهلاليون بتعديل النتيجة بواسطة سلمان الفرج الذي تلقى تمريرة داخل منطقة الجزاء الهجراوية سددها مباشرة في شباك مصطفى ملائكة (18)، ومن ثم أضاف الفريق «الأزرق» هدفه الثاني في شباك الأخير عبر لاعبه فيصل درويش (30). ولم يختلف بداية الشوط الثاني عن سابقه، إذ واصل الهلال ضغطه على مرمى هجر مع تنويع اللعب، إلا أن كل ذلك الأمر لم يجدي نفعاً بشكل سريع، إذ لجأ لاعبو الهلال إلى التسديد من خارج منطقة الجزاء لفك الاختناقات الدفاعية الهجراوية، ومن هجمة منظمة تبادل فيها الهلاليون الكرة بين أكثر من لاعب قبل أن يحولها إدواردو للمندفع عبدالله الزوري في الزاوية اليسرى البعيدة عن حارس هجر، مسجلاً منها الهدف الثالث في الدقيقة 65، ولم تمض سوى خمسة دقائق حتى نجح الضيوف من زيادة الغلة بهدف رابع جاء من ركلة جزاء نفذها المهاجم ألميدا (72) بعد سقوط أدواردو في المنطقة المحرّمة، ومن ثم اختتم محمد الجحفلي أهداف الهلال بتسجيله الهدف الخامس في الدقيقة 92. وفي إستاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض، لم تشهد بداية المباراة بين الشباب والفيصلي خطورة تذكر على مرمى الفريقين لتراجع الضيوف إلى مناطقهم الخلفية وإغلاقهم المنافذ كافة بشكل مبالغ فيه، ودانت السيطرة الميدانية بشكل كبير للاعبي الشباب باستحواذهم على منطقة المناورة وتقدمهم إلى الأمام؛ بحثاً عن هدف السبق، ولكن محاولاتهم الهجومية دائماً ما تنتهي بين أقدام التحصينات الدفاعية لفريق الفيصلي، وهو ما أجبر الشبابين على التسديد من مسافات بعيدة، لكن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح. وعاقب مدافع الفيصلي محمد سالم أصحاب الأرض بإهدارهم للفرص المتوالية أمام مرمى فريقه عندما سجل هدفاً من أول محاولة هجومية إثر استثمارة لركلة زاوية حولها برأسه إلى مرمى الحارس محمد العويس (28)، بعد هذا الهدف لم تتغير الحال وظل على ما هو عليه بسيطرة شبابية مطلقة وتراجع الضيوف للحفاظ على نظافة شباكهم مكتفين بالكرات الطويلة المرسلة للمهاجم حمزة الدردور لاستغلال المساحات الفارغة غير أن قلة الفاعلية الهجومية حالت دون الاستفادة من هذه الكرات. وفي شوط المباراة الثاني، أشرك مدرب الأوروغوياني ألفارو المهاجم إسماعيل مغربي بحثاً عن تعزيز النواحي الهجومية، واستغنى عن محور الارتكاز عبدالرحمن الخيبري، وكاد المهاجم عبدالرحمن خيرالله يدرك التعادل بعدما تحصل على كرة عرضية حولها إلى مرمى الفيصلي، لكنها ضلت طريقها، ورمى صاحب الأرض بكامل ثقله الفني في المناطق الأمامية وتحصل رافينها على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء نفذه حسن معاذ غير أن كرته اصطدمت بالحائط البشري. وفي مباراة النصر والاتحاد، بدت رغبة النصر واضحة في افتتاح التسجيل منذ بداية المباراة، واستحوذ لاعبوه على منطقة المناورة عبر تحركات يحيى الشهري في منتصف الملعب وطلعات ظهيري الجنب حسين عبدالغني وخالد الغامدي، وهيأ المالي مايغا كرة على طبق من ذهب ليحيى الشهري الذي صوبها باتجاه مرمى حارس الاتحاد فواز القرني لكنها ظلت طريقها (10)، وتلقى مدرب الضيوف المصري عادل عبدالرحمن ضربة موجعة في وقت باكر بعدما تعرّض الحارس القرني لإصابة لم يستطع إكمال اللقاء وحل مكانه عساف القرني، وانتظر الاتحاديون مرور ثلث ساعة من هذا الشوط لشن أول هجوم صريح على مرمى صاحب الأرض، وجاء التهديد الأول من رأسية المهاجم ريفاس غير أن كرته ذهبت إلى جانب القائم (20)، وبعد ذلك تحسن أداء الضيوف وشاطروا لاعبي النصر السيطرة الميدانية إلا أن الخطورة غابت عن مرمى الفريقين، سوى بعض الطلعات الخجولة على المرمى الاتحادي، وتصدى الحارس البديل عساف القرني لتسديدة محمد السهلاوي الذي وجد نفسه وجهاً لوجه أمام المرمى بعد تمريره حريرية من يحيى الشهري (29). وطاولت الإصابة مدافع النصر عمر هوساوي الذي حل مكانه محمد عيد (34)، وتحصّل لاعب الاتحاد سان مارتن على أولى البطاقات الصفراء بعد تدخله مع لاعب النصر عبدالعزيز الجبرين (36)، وعاد الحكم ليشهر البطاقة الصفراء للاتحادي الآخر ياسين حمزة بعد تدخله القوي مع محمد السهلاوي (40). وفي الشوط الثاني تواصل الهجوم النصراوي المكثف على مرمى الضيوف في ظل اعتماد لاعبي الاتحاد على الهجمات المرتدة وكثرة الأخطاء التي يرتكبونها في التمرير، وقام المدرب كانافارو باشراك حسن الراهب بديلاً عن لاعب الارتكاز جمعان الدوسري (63)، وتعرض مرمى الاتحاد لسيل من الهجمات والكرات العرضية وتحمّل عساف القرني العبء الأكبر في الذود عن مرماه، وأصرّ لاعبو النصر على افتتاح التسجيل وفك العقدة النصراوية والحظ العاثر بعد أن تصدت العارضة لرأسية مايغا وعادت إلى محمد السهلاوي لكن الحارس الاتحادي عساف القرني تصدى لها وأبعدها لتعود من جديد إلى عبدالعزيز الجبرين ليصوّب كرة صاروخية لا تصد ولا ترد استقرت في الشباك (72)، ثم أضاف العائد بعد غيابة طويلة إثر إصابته أحمد الفريدي الهدف الثاني لفريقه (82). كذلك سجل حسن الراهب هدفاً هو الآخر، بينما ألغى الحكم المساعد هدفاً مماثلاً للراهب بحجة التسلل. حضرت البداية قوية وسرعة من الأهلي والرائد رغبة من كل فريق في تسجيل هدف السبق، وظفر المستضيف بمبتغاه عندما تحصّل على ركلة جزاء عند الدقيقة 24 نفذها المهاجم السوري عمر السومة بنجاح في شباك فهد الشمري، وبعد ذلك تقدّم لاعبو الرائد لأجل تسجيل هدف التعادل وضغطوا كثيراً على الفريق الأهلاوي، لكن الدفاع والحارس ياسر المسيليم كانوا على يقظة عالية. وفي الشوط الثاني، نجح الرائد في تعديل النتيجة في الدقيقة 49 بواسطة عيد الفارسي، الذي تسلّم تمريرة متقنة من زميله صالح الشهري فأسكنها بيسراه في الشباك الأهلاوية، ومن ركلة جزاء مشكوك في صحتها تسبب فيها عمر السومة، تمكن الأخير من تسجيل الهدف الثاني للأهلي (71)، وأكمل نجم المباراة السومة ثلاثيته في الدقيقة 83 من ضربة رأسية رائعة سكنت الزاوية اليسرى للحارس فهد الشمري.