اعتاد مجلس الشورى منذ بدء أعماله بشكل بسيط عام 1343ه، على تأييد ودعم من القيادة السعودية التي كانت حاضرة عندما كان يحمل اسم «المجلس الأهلي»، وكان الحضور الأول للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. وحظي المجلس خلال دوراته المتتالية على مدى ما يصل إلى 94 عاماً بحضور القيادة السعودية تحت قبة المجلس، وأكّدوا خلال خطبهم حرص الدولة على تحقيق تحمل مسؤولياتها، في الوقت الذي يجب على أعضاء المجلس أن يعوا بأن وجودهم تكليف وليس تشريفاً. وتميزت الدورات البرلمانية في مجلس الشورى منذ المجلس الأهلي في 1343ه بخطابات ملكية بدأت بخطاب من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله) جاء فيه: «من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى كافة الإخوان الكرام علماء مكة وأعيانها وتجارها سلمهم الله». وقال: «تعلمون أن الله -سبحانه- أمرنا بأمر من عمل وقام به على الوجه المشروع فهو مسلم، وبحوزة المسلمين، ومن تركه، أو ترك شيئاً منه، أن جاء بناقض من نواقضه، خرج من ذلك. كل على قدر فعله كما هو مذكور في كتاب الله وسنة رسوله، وما اتفق عليه علماء المسلمين، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً». وأضاف: «تعلمون أننا نريد أن تصدِّق أفعالُنا أقوالَنا، وحيث لا بد للبلد من قوام في أمرها اللازمة التي لا تخفى عليكم، ولا بد من ترتيب في معاملاتها، وأوقافها، وجميع أحوالها، وفي تركها مشقة وخراب في أمر ديننا ودنيانا، والتقويم لا يكون إلا بمعرفة أهلها، والرجال الذين عندهم خوف من الله وعندهم شرف وحمية على الوطن». وشدد المؤسس في خطابه على أهمية اختيار من يتولون المسؤولية، قائلاً: «الرجاء أن تختاروا في مجلسكم هذا من العلماء في وظيفتهم، ومن التجار، والأعيان رجالاً ينظرون في جميع الشؤون المذكورة، وتكون البلد، وأهلها برقابهم يسعون في مصالحها، ويذودون عما يضرها». وفي 1371ه بعث الملك المؤسس خطاباً إلى الملك فيصل في «الشورى» جاء فيه: «من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، إلى جناب الابن فيصل سلمه الله. رفع إلينا مجلس الشورى تقريره العام عن الأعمال التي أنجزها سنة 1370ه الماضية، وأطلعنا على ما جاء في التقرير المذكور من المساعي الطيبة، والجهود الجميلة التي بذلها المجلس المشار إليه، وعلى حرصه على أداء المهمة الملقاة على عاتقه بما تقضي به المصلحة العامة». وفي 1372ه ألقى الملك (ولي العهد حينئذ) سعود (رحمه الله) خطاباً شدد خلاله على أهمية الإصلاح والإخلاص في خدمة الوطن، قائلاً: «إنكم تشاطروننا الرأي في أن الإصلاح عمل شاق، وطريقه وعر المسالك يتطلب جهوداً وعيوناً ساهرة، وتضافراً صادقاً من مختلف طبقات الشعب حتى يؤتي ثمره، فيعم خيره، غير أننا جادون في تحقيقه، متوكلين على الله، مستمدين الإرشادات من جلالة مولانا الملك المعظم -حرسه الله-، واثقين من إخلاصكم ومؤازرتكم، وسنذلل بإذن الله -تعالى- ما نلاقيه في طريقنا من صعاب بقوة وعزم، فركب الإصلاح ماضٍ في طريقه، وعجلة الإنشاء تحطِّم بعون الله كل العقبات، وتخيب آمال ذوي النيات السيئة، ونحن واثقون من بلوغ المرام مادام رائدنا النية الحسنة، والإخلاص في خدمة الوطن رفعة لشأنه، وإيصال أمتنا إلى المكان الجدير بماضيها وأمجادها، والخليق بمنزلتها الرفيعة بين الأمم». وفي 1414ه بدأت أولى جلسات الشورى وفقاً للتنظيم الجديد للمجلس، ارتجل خلالها الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- كلمة جاء فيها: «كلنا يعرف ويدرك تماماً أن هذه البلاد لها صفتها الخاصة ولها ميزتها الخاصة، ومن نعم الله علينا، وهي نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى منذ قامت هذه البلاد منذ سنين طويلة إلى الآن بما يجب أن يؤديه المسلم في بلد أنعم الله عليها، أو أكرمها بأن أختار نبي الإسلام منها محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-. ولهذا مهْما عملنا، ومهْما أدينا من واجبات، نعتبر أنفسنا مقصرين، ولكن يعلم الله أنه لا يكون هناك عمل مفيد وبناء يفيد المواطن، ويحفظ كرامة الوطن إلا وسوف نؤديه إن شاء الله وبحول الله وقوته. وما مجلسكم هذا، ومجالس المناطق، ومجلس الوزراء إلا في إطار واحد لخدمة المواطنين في جميع أمورهم». وشهد خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 1436ه ترحيباً بإشراك المرأة للمرة الأولى في المجلس، وقال: «يسعدني أن ألتقي بكم في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى، في أول دورة تشارك فيها المرأة، سائلاً الله -جل جلاله- أن يمدكم بسداد الرأي والمشورة. إن هدفنا جميعاً قائمٌ بعد التوكل على الله على تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طياتها ضجيجاً بلا نتيجة.إن التطور الذي نسعى له جميعاً يقوم على التدرج بعيداً عن أي مؤثرات. واعلموا أن مكانكم في مجلس الشورى ليس تشريفاً بل تكليف وتمثيل لشرائح المجتمع السعودي؛ ولذلك فإن له تبعاته من المسؤولية التي تفرض عليكم تفعيل العطاء وتحكيم العقل في مواجهة أي مسألة تعرض عليكم». فيما ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى نيابة عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) شدد فيها على «أن المملكة ستبقى مدافعةً عن مصالحها الاقتصادية، ومكانتها العالمية ضمن منظور وطني، يراعي متطلَّبات رفاهية المواطن، والتنمية المستدامة، ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل».