حذر خبراء جيولوجيون ومسؤولون عراقيون ومصادر اعلامية عدة من مخاطر انهيار سد الموصل الذي كان تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) يسيطر عليه قبل أن تسترده قوات البيشمركة، بعد تآكل جدرانه الصلبة نتيجة الإهمال الكبير من جانب الحكومات العراقية المتعاقبة بعد العام 2003 ولغاية الآن. ولفتت هذه المصادر إلى ان السفارة الاميركية في العراق، اعدت خطة في وقت سابق لاجلاء الرعايا الاميركيين والاجانب من المنطقة بعد تهديدات جدية بانهيار السد. وأشارت لجنة الزراعة النيابية في العراق الى وجود زيادة في الطاقة التخزنية لسد الموصل نتيجة كميات الأمطار الكبيرة التي هطلت خلال فترات سابقة، فيما قال رئيس اللجنة النائب فرات التميمي انه «يوجد زيادة في الطاقة التخزنية للسد، لكن تقارير وزارة الموارد المائية تشير إلى عدم وجود احتمالات بانهيار السد». وأضاف ان «السد يحتوي على مشاكل فنية في أسسه، وتجري أعمال التحشية من أجل الإطالة في عمره ومنع انهياره». وأكد وكيل وزارة الموارد المائية مهدي رشيد، أن السد مهيأٌ للفيضانات، نافياً ما تم تداوله عن صحة وجود انهيارات فيه. وفتحت وزارة الموارد المائية عطاءات لشركات عالمية متخصصة بإنشاء السدود لغرض صيانة سد الموصل، وتفادي المخاطر التي تؤدي إلى انهياره. وقال خبراء من «جامعة الموصل» في وقت سابق، ان مياه السد تكفي لإغراق بغداد بالكامل وتشريد أهاليها وانهيار البنى التحتية، فضلاً عن تدمير سائر المدن التي يمر بها نهر دجلة الذي يقع السد على مجراه وأولها الموصل. من جهته، أبدى عضو مجلس نواب كردستان، آري هرسين، قلقه من انهيار سد الموصل، محملاً الحكومة المسؤولية، قائلاً: «هناك مخاوف من انهيار السد، ولكن من واجب الحكومة العراقية تصليح الأماكن المعرضة للانهيار» وأضاف ان «السد يحتاج إلى تصليحات سنوية، ولكن أهمل في الفترة الأخيرة ما زاد من مخاوف انهياره»، مشيراً إلى أن السد يحتاج إلى أكثر من 250 مليون دولار لاعادة تصليحة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مدير السد عبد الخالق ايوب قوله : «في حال انهيار السد فقد يؤدي الى مصرع حوالى 500 الف شخص». ويعد سد الموصل رابع أكبر سد في الشرق الأوسط، ويبلغ طوله 3.2 كم وارتفاعه 131 متراً، ويكتنز في أحضانه 11 بليون متر مكعب من الماء.